تحوّل المسرح الروماني في مهرجانات ذوق مكايل الدولية مساء أمس إلى ساحة احتفال يعلو منها الغناء والزغاريد والتصفيق خلال حفل الفنان اللبناني العالمي مايك ماسي.
ماسي قدّم باقة من أجمل أعماله كما غنّى وللمرة الأولى أغنيات ألبومه الجديد “براڤو” وسط دهشته لإكتشافه ان الحضور قد حفظها ويردّدها معه.
ماسي الذي تملّك المسرح بحضوره القوي العفوي والمحبّب قد تفاعل مع جمهور انتظر ان يشاركه الغناء الحي بعد غياب ٤ سنوات، وشكر لجنة المهرجان لدعمهم الفنانين اللبنانيين وعبّر عن فرحته بالعودة إلى هذا المسرح لما له من رمزية في مسيرته الفنيّة.
أداء ماسي الحماسي والفَرِح أشعل المسرح الذي ضمّ ١١ موسيقيا من فرنسيين ولبنانيين وقابله تفاعل شديد من الجمهور الذي تنقّل من مقاعده الى الساحة الأماميّة للتعبير عن فرحته وللغناء والرقص على أنغام أغنيات ماسي الجديدة.
قدّم مايك ماسي مع عازف الغيتار تحيّة للفنان البلجيكي الأحب على قلبه Jacques Brel بمناسبة مرور ٤٠ سنة على غيابه فغنى Ne me quitte pas باللغتين العربية والفرنسية وبتوزيع متميّز فنقل الجمهور إلى حالة الهذيان الفني.
وتميّز ماسي بريادته ودعمه للمواهب الشابة، فكانت أغنية ربّما مع موريس مزهر من أعضاء كورسه لتتمازج أصواتهما وتقدّم أصدق تعبير عن وجع كل مغترب عربي.
وكانت مفاجأة الحفلة حضور الفنانة الفرنسية اللبنانية الأصل كريس نمّور التي شاركت مع ماسي في مسرحيّة يسوع من الناصرة إلى أورشليم فقدّم ماسي هذه الفنّانة ذات الصوت الأخّاذ للجمهور اللبنانيّ، وانضمت إليه على المسرح لتشاركه غناء أغنيته Tais-Toi ثم ترك لها المسرح لتأدية أغنية “لبيروت” للسيدة فيروز.
كذلك غنّى ماسي من ألبومه الفرنسيّ أغنية Après Moi Le Délire فأسكر الجمهور بكلمات الشاعر نامي مخيبر وأداء ماسي المسرحي اللافت.
وما أن سمع الجمهور مطلع أغنيته الأكثر جماهرية “غيّر لون عيونك” حتى أكمل الحضور الغناء وحده مع إشعال اضواء الهواتف النقّالة بأجواء طغى عليها الحنين والشاعريّة.
لم يكتف ماسي بأغنياته بل قدّم أيضا بطريقة ممسرحة أغنية ماري وهي الأغنية الشهيرة je ne veux pas travailler بكلمات لبنانيّة.
أطلّ ماسي باللون الأزرق والأبيض بأزياء فريدة من نوعها، وحده يتجرأ على ارتداءها، من تصميم creative space beirut و second street في تعامله الثاني معهم وأيضا في إطار تشجيع المواهب اللبنانيّة.
مايك ماسي أثبت مرّة جديدة أنّه فنّان متميّز يغرّد خارج سرب المعتاد والمتعارف عليه، لا حدود لإبداعاته وموهبته، دائم التجدد ويحترم موسيقته وجمهوره إلى أقصى الحدود.