بقلم: زاريه باريكيان
في زمنٍ تتسابق فيه الصورة مع الكلمة، يثبت المصوّر والصحافي خالد عيّاد أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة تُحمل بالضمير، وتُصاغ بالحب والتعب والعين الساهرة على الحقيقة.
خالد ليس فقط مصوّرًا محترفًا بعدسته التي التقطت لحظات الوطن بحلوها ومرّها، بل هو زميل وفيّ، داعم لكل من يعمل في الميدان. يقف إلى جانب زملائه، يشجّعهم، ويمنحهم من طاقته وحنكته ووفائه، ما يجعل منه قدوة في الأخلاق كما في الحِرفة.
على مدى سنوات، رسم خالد عيّاد مسيرة إعلامية مشرفة امتدّت على أبرز المحطات اللبنانية والعربية، وثّق من خلالها آلاف اللحظات من قلب الحدث، سواء في التغطيات الميدانية أو المناسبات الوطنية، أو حتى في وجع الشارع اللبناني.
من أرشيفه نستلهم تاريخًا من الصور التي تحكي وجع الناس، فرحهم، نضالهم اليومي، وتطلّعهم إلى وطنٍ أجمل. شارك في تغطية أحداث مفصلية، والتقى كبار الشخصيات والنجوم، وكان دومًا حاضرًا بعدسته في الصفوف الأمامية حيث لا يجرؤ الكثيرون على الوقوف.
تميّز بخط بصري خاص، تختلط فيه الحرفية بالصدق، والإبداع بالالتزام. فصوره لم تكن مجرّد لقطات، بل كانت شهادات حقيقية تحفظ الذاكرة الوطنية وتُخلّد نبض المجتمع.
ما يقدّمه خالد عيّاد اليوم للإعلام في لبنان، ليس عاديًا ولا عابرًا. بل هو فعل إيمان. إيمان بوطن يستحق الأفضل، وبصحافة تحتاج إلى من يرفعها بالفعل لا بالقول. يعمل بصمت، لكن أثره يصدح، يحمل الكاميرا بيد، وبالأخرى يصنع مشهدًا صحافيًا يليق بالحقيقة والناس.
خالد… شكرًا لأنك مثال يُحتذى، وشكرًا لأنك لم تساوم يومًا على رسالتك، بل جعلتها نبراسًا نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى.




