كتابة وتقرير: الاعلامي محمد البداوي
في زمن تُقاس فيه النجاحات بالأرقام، تبرز هناء الرستماني كقصة استثنائية تُروى، لا تُعد. ليست فقط أول امرأة تتولى منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول، بل هي روحٌ إماراتية نادرة مزجت الذكاء بالحدس، والحسم بالرحمة، والرؤية بالواقعية.
قائدة برؤية وطن
حين تمشي هناء الرستماني في ممرات أكبر مؤسسة مصرفية في الإمارات، لا تُعرف فقط بلقبها الوظيفي، بل تُعرف بحضورها الدافئ والهادئ، الذي يبث في فرق العمل طمأنينة غير مرئية. قادها شغفها منذ اليوم الأول لأن تكون جزءًا من مستقبل الإمارات، فوضعت بصمتها في كل قرار، وكل مشروع، وكل تحدٍّ.
لم تكن القيادة لها هدفًا، بل وسيلة لزرع ثقافة جديدة في المصارف، ثقافة تقودها القيم قبل الأرباح، والاستدامة قبل السباق، والناس قبل الأرقام.
بين الدقة الإنسانية والعقل المصرفي
تُعرف هناء بأنها امرأة تقرأ الأرقام كما يقرأ الشاعر القصيدة. تتعامل مع التقارير كما تتعامل الأم مع أولادها: بعناية، بدقة، وبشغف صادق. وكل من تعامل معها يعرف أنها لا تُقابل التحديات بالخوف، بل بالإيمان… إيمان عميق بأن القيادة الحقيقية لا تكون من المكاتب، بل من القدوة والميدان.
في ظل أزمات عالمية عصفت بقطاعات الاقتصاد، قادت الرستماني بنك أبوظبي الأول إلى شواطئ الأمان، بثقة العارف، وهدوء من يعرف إلى أين يتجه، وكيف يصنع من العثرة فرصة، ومن الركود انطلاقة.
امرأة تُشبه الوطن
هناء لا تُمثّل فقط نموذج المرأة الناجحة… بل هي تمثّل الإمارات نفسها. في طموحها، نرى الأفق المفتوح. في لطفها، نرى جذور التربية الأصيلة. في حكمتها، نسمع صدى زايد، وفي شجاعتها، نقرأ مستقبلًا تُكتبه الأيادي النسائية بكل فخر وقوة.
إشادة تليق بها
الجوائز والتصنيفات كثيرة، ولكن الأجمل من كل ذلك هو ما تقوله عنها فرق العمل:
“قائدة تشعر بنا… وتفكر لأجلنا… وتُنجز بنا.”
إنها القائدة التي لا تحتفل وحدها، بل ترفع الجميع معها. وكل نجاح تحققه، هو دعوة صامتة لكل امرأة عربية بأن مكانكِ في القمة ليس مستحيلًا.
هناء الرستماني، اسم لا يُكتب فقط في تقارير الأداء، بل يُحفر في ذاكرة الوطن كنموذج يُحتذى. إنها ليست امرأة في موقع قيادة وحسب… بل هي قيادة كاملة تتجلى في “امرأة”.