كتابة وتقرير: الاعلامي محمد البداوي
في وطن اعتاد أن يُنجب القادة لا المسؤولين، تتقدّم معالي مريم بنت محمد المهيري بثبات وهدوء، كواحدة من أبرز الأصوات النسائية التي حملت على عاتقها ملفات البيئة والمناخ والأمن الغذائي، لا كمهام وظيفية بل كرسالة حياة.
مناصب كثيرة… لكن الهدف واحد: الإمارات أولاً
من وزارة التغير المناخي والبيئة، إلى منصبها اليوم كرئيسة مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، بقيت معالي مريم عنوانًا للثقة والمصداقية والعمل الدؤوب. لم تكن رحلتها صعودًا إداريًا تقليديًا، بل كانت مسارًا من البناء الداخلي والخارجي، حيث امتزجت المعرفة بالتواضع، والتخطيط بالإيمان العميق بقدرة الإمارات على أن تكون دائمًا في المقدّمة.
وجهٌ إنساني لملفات بيئية معقّدة
حين تتحدّث معالي مريم عن الاستدامة، تشعر أن الموضوع ليس مجرد أرقام وتقارير دولية، بل وجدانٌ نابض بمسؤولية الإنسان تجاه الأرض. هي لا ترفع شعارات، بل ترسم سياسات بروحٍ شفافة، تعتبر فيها البيئة مكوّنًا من كرامة العيش، والغذاء جزءًا من السيادة الوطنية، والمناخ معركة إنسانية لا تقبل التأجيل.
في كل منصة دولية تتحدث فيها، تشعر أنك ترى الإمارات على لسانها، بثقة الكبار، ورقة المتمكن، وعمق من لم تنفصل يومًا عن نبض الناس.
Two Point Zero… فكر جديد لمستقبل مختلف
ولأن الإبداع لا يكتمل إلا حين يمتد خارج حدود الوظيفة، أطلقت معاليها شركتها Two Point Zero، كمساحة فكرية وتنموية تحمل طموحها الشخصي ورسالتها العامة. هي ليست كيان تجاري، بل رؤية جديدة تهدف إلى دعم الاستدامة، وتعزيز الابتكار، وتمكين الشباب من قيادة التغيير في عالم سريع التحوّل.
حيث أطلقت معالي مريم، وامتدادًا طبيعيًا لرؤيتها القيادية، شركتها 2PointZero كمنصة عالمية رائدة تُعيد تعريف مستقبل المجتمعات من خلال الابتكار والتكنولوجيا والاستدامة.
ليست الشركة مجرد مشروع أعمال، بل امتداد لروح قيادية تؤمن بأن التقدّم لا يصنعه رأس المال وحده، بل الفكرة، والنية، والرسالة.
2PointZero هي مسرّع لتحوّل الطاقة، ومُحفّز للانتقال الذكي نحو غدٍ أكثر عدلاً ووعيًا، تقودها خوارزميات ذكية، ولكنّها مبنية على أساس إنساني عميق.
تحت قيادتها، لم يعد الذكاء الاصطناعي أداة فقط، بل شريكًا في بناء نماذج حياة أكثر توازنًا بين الإنسان والبيئة، بين النموّ والوعي، وبين الرؤية والواقع.
Two Point Zero ليست رقمًا، بل نقطة انطلاق نحو نسخة أفضل من المستقبل… نحو جيل يؤمن بأن التكنولوجيا، والوعي، والجرأة يمكن أن تصنع معًا فرقًا حقيقيًا.
امرأة تُشبه تراب وطنها
في عينيها، ترى خريطة الإمارات بلون نخيلها ورمالها وسمائها. وفي قراراتها، تقرأ المستقبل كما يجب أن يكون: أخضر، مستدام، وإنساني. لم تنفصل يومًا عن ملامح البساطة الإماراتية الأصيلة، رغم المناصب، رغم الأضواء، ورغم التحديات.
هي لا تحكم… بل ترعى. لا تفرض… بل تُلهم. وهكذا تكون القيادة الحقيقية: صامتة في حضورها، عظيمة في أثرها.
إشادة من القلب
الذين يعملون معها، لا يذكرون فقط كفاءتها، بل طاقتها الهادئة التي تُشعر الجميع بأنهم جزء من مشروع كبير اسمه الإمارات. مريم المهيري لا تَظهر لتُبهر، بل تُنصت لتبني، وتفكّر لتنهض، وتقرّر لتُحدث فرقًا.
معالي مريم المهيري ليست فقط امرأة في موقع متقدّم… بل هي الإمارات في أنقى تجلياتها: قيادة حكيمة، روح وطنية، ورؤية لا تُقاس بالسنوات بل بالأثر.
Two Point Zero… حين يصبح الذكاء الاصطناعي بوابة نحو التغيير الحقيقي