بقلم: زاريه باريكيان – خاص بأوروميديا
في عالم تتبدّل فيه النجومية كالفصول، تبقى نوال الزغبي ثابتة كالشمس، تتألّق دون انطفاء، وتُبدع دون انقطاع. فنانة لبنانية عابرة للزمن، تُغنّي للفرح، للحب، وللقوة، فتصنع من كل أغنية تجربة فنية متكاملة تُلامس الروح قبل الأذن. هي ليست فقط “النجمة الذهبية”، بل مدرسة فنية متفرّدة في الأداء، والهوية، والذكاء.
أغانٍ صنعت تاريخًا… وأرقامًا كاسحة
لا يُمكن الحديث عن نوال دون التوقف عند أغانيها التي غيّرت وجه الموسيقى العربية الحديثة. من “ماندم عليك” التي حققت حينها أرقامًا قياسية في المبيعات، إلى “الليالي” التي تحوّلت إلى نشيد عشق لا يموت، إلى “روحي يا روحي” التي اجتاحت الإذاعات والمنصات الرقمية.
ولم تتوقف نجاحاتها هناك. فقد شكّلت أغنية “عكس الطبيعة” محطة جديدة في تجديد اللون اللبناني العصري، وتصدّرت الترند فور صدورها. أما “حفلة”، فكانت ضربة فنية حصدت ملايين المشاهدات على يوتيوب في أيام قليلة، وعكست قدرة نوال على مواكبة الذوق الشبابي دون أن تفقد هويتها.
أغنيتها “بالقلب” حطّمت الأرقام على تطبيقات الموسيقى، و**”أسعد لحظة”** أعادت نوال إلى الإحساس الصافي والبساطة الراقية التي يحبّها جمهورها، بينما حققت أغنية “عليه ابتسامة” انتشارًا واسعًا في دول الخليج.
ريادة أنثوية بصوتٍ لا يُشبه سواه
نوال ليست فقط صاحبة صوت مميز، بل فنانة تُجيد فن الاختيار. كل كلمة، كل لحن، وكل إطلالة محسوبة. تعرف كيف تختار فريق عملها، كيف تُخطط لإطلاقاتها، وكيف تُلامس جمهورها المتنوّع من المحيط إلى الخليج.
كما أنها كانت من أوائل الفنانات اللواتي قدّمن مفهوم “الفيديو كليب” كعمل فني متكامل وليس مجرد تسويق، بالتعاون مع كبار المخرجين أمثال سعيد الماروق، وليد ناصيف، وهادي الباجوري.
جوائز وتكريمات… نيشان الإبداع
على مدار مسيرتها، حصدت نوال الزغبي أكثر من 80 جائزة محلية وعربية، بينها أفضل مطربة عربية في مهرجان الموريكس دور، وجائزة أفضل فيديو كليب من عدة مهرجانات في مصر، الإمارات، وتونس.
وقد كُرّمت أيضًا في مهرجانات عالمية لتميّزها في الحفاظ على مسيرتها بحرفية عالية، وتمثيلها الراقي للمرأة اللبنانية والعربية في الإعلام والفن.
فنانة متصالحة مع الزمن… وسبّاقة في التطور
اللافت في نوال الزغبي هو تصالحها مع الزمن. لا تُقاومه، بل تتقدّمه. فهي تدرك أهمية العصر الرقمي، وتُجيد التعامل مع منصات البث، وتعرف كيف تُطلق أغنية لتكون حدثًا، لا مجرد مادة صوتية.
وحتى في إطلالاتها، تُظهر نوال تطوّرًا بصريًا مُلفتًا، فتبقى دائمًا عنوانًا للأناقة والجمال الطبيعي، وكأنها تكتب مع كل ظهور جديد تعريفًا خاصًا بها للنجومية.
في النهاية، نوال الزغبي ليست مجرد فنانة ناجحة. إنها قصة إصرار وذكاء وحضور، صنعت من الفن مسار حياة، ومن النجاح عادة يومية، ومن جمهورها عائلة لا تنفك تكبر.
وإن كانت الألقاب تُمنح، فلقب “النجمة الذهبية” لم يُخلق عبثًا… بل خُلق ليكون مرآةً لصوتٍ لا يصدأ، ولنجمة لا تغيب.