غالباً ما يشدّها الحنين الى جذورها الجنوبية، فتغوص في أعماق الحضارة الفينيقية لتستنبط منها افكاراً متميزة تتجسّد رسوماً وتصاميم تأخد الناظر إلى عوالم الجمال والروعة…
هي مصممة الأزياء اللبنانية هنادي عبود التي كان لها مشاركة متميزة في احتفال أقامته الأميرة حياة أرسلان لجمعيتها الخيرية، تخلله فقرة فنية تحت عنوان “قصة ثوب”.
ولقصّة الثوب في قاموس عبود حكاية نسجتها بخيوط التاريخ، وانطلقت منها إلى فضاءات رحبة أطلقت فيها العنان لمخيلتها فأعادت ملك صور حيرام الى الحياة، كما ملكة قرطاج اليسار التي اختالت بين الحضور بثوبها الملكي الذي احتاج تنفيذه ثلاثة أشهر من الدراسة والبحث، للإلمام بأدق التفاصيل، بدءاً من اللون الأرجواني بمفهومه الطبيعي
والأساسي المستخرج من أصداف الموركس بعيدا عن الأصباغ الكيميائية الذي تميز به زي الملك حيرام، مروراً بالأكسسوارات المعدنية الفينيقية التي عملت على تصميمها والتنسيق مع هنادي باحترافية رانيا عمرو، فجاء التاج الذي وضعه الملك حيرام على رأسه في العرض تحفة فنية هاربة من كتب التاريخ.
وقبل خروجها من مزاجية التراث والحضارة، ألحقت عبود أزياءها الملكية بعباءات من وحي التاريخ حملت رموزاً فينيقية رسمتها الفنانة التشكيلية حلا حلواني ليكتمل عقد أزياء حقبة زمنية غنية بثقافتها وازدهارها، فجاء دمجها مع خامات وأقمشة عصرية ليشكّل خطوة فريدة في عالم الأزياء والجمال.
والصور بتفاصيل التصميم وخياطة الخطوط والاكسسوارت المرافقة تحكي مع كل قطبة حكاية تراث.