لمناسبة ذكرى عودة شبه جزيرة القرم الى حضن الوطن الأم روسيا، ومرور عام على بدء العملية العسكرية الخاصة، نظم البيت الروسي في بيروت ندوة حوارية حضرها السفير فوق العادة وممثل روسيا الإتحادية في لبنان ألكسندر روداكوف، ومدير البيت الروسي في بيروت ألكسندر سوروكين، الى جانب عدد من الباحثين السياسيين والإعلاميين اللبنانيين.
وفي كلمته قال السفير روداكوف: مرَّ أكثر من عام منذ بدء العملية العسكرية خاصة في اتجاه أوكرانيا، التي هدفت في المقام الأول الى حماية المواطنين الروس، وأشار الى أنها تتماهى تماماً مع ميثاق الأمم المتحدة، مؤكداً أنها لم تأتي، إلا بعد استنفاذ جميع الوسائل السلمية لتحقيق ذلك.
وأضاف روداكوف أن روسيا خلال العشر سنوات الأخيرة، كانت تدعو إلى بناء نظام أمن دولي مشترك ومتساوي للجميع، ولكن خلال هذا الوقت كانت دول الناتو تستعد سراً لمواجهة مفتوحة مع روسيا.
واشار روداكوف الى أن سياسة الغرب العدوانية تهدف لكبح مسار تطور روسيا، من خلال محاولات خلق “حزام توتر” على طول حدودنا، وتطويق روسيا وحصارها بشبكة من القواعد والمختبرات العسكرية، والتدخل في الشؤون الداخلية، وضغط العقوبات، وتشويه السمعة والعزلة في جميع المجالات، والابتزاز والتهديد ضد حلفائنا وشركاء. ونتيجةً لهذه السياسة غير المسؤولة، يتأرجح العالم على وشك الانزلاق إلى صدام عسكري مباشر بمشاركة القوى النووية.
وأضاف: فشل الأمريكيون في الوفاء بالتزاماتهم بموجب معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت 3). وتسربت معلومات حول خطط واشنطن لاختبار أسلحة نووية جديدة. ورداً على ذلك، اتخذت القيادة الروسية قرارا بتعليق معاهدة ستارت 3.
وأكد روداكوف أن روسيا ستواصل السعي لوقف توريد أسلحة الناتو ومرتزقته إلى أوكرانيا، وإعادة هذا البلد إلى وضع محايد، والاعتراف بالحقائق الإقليمية الجديدة وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، ونزع السلاح وسحق النازيين في أوكرانيا، وسيكون تحقيق هذه الأهداف بمثابة مقدمة لإنهاء العملية الخاصة.
ولفت السفير الروسي الى أنه من المهم التأكيد على أن روسيا ليست في حالة حرب مع الشعب الشقيق في أوكرانيا، التي أصبحت رهينة للنظام الإجرامي الذي احتلها. ولكن نحن مجبرون على مقاومة الآلة العسكرية للناتو، التي تستخدم الأوكرانيين كأدوات للاستهلاك.
وفي الختام أشار روداكوف الى أنه على الرغم من التوتر الجيوسياسي العام، فبفضل النوايا الحسنة لروسيا، يتم تسهيل إمدادات الحبوب إلى الأسواق العالمية. وفي الوقت نفسه، فإن رفض الدول الغربية الوفاء بالتزاماتها يعيق الحل الشامل لمشاكل الأمن الغذائي العالمي. مشدداً على مواصلة نهج حوار الثقة مع العديد من الدول غير الغربية.