كتابة تيا البارود
فوق التجسيد تعبير، وخلف المعنى تحديق تغزل به دينا الشربيني مسارات شخصية “ورد” وانعكاساتها وتفاصيها بالتّناقض المطلوب، لا تندفع في بثّ القصد الحقيقي بل تُجيد جيّدا التّلاعب بأوتار الشخصيّة فلا ترسى على بر وتتوغّد بذكاء على توقّعات المُشاهِد لتفوقها.
في “مشوار” ورد طريق رئيسي مكتظّ بالفزع تعبر خلاله متيقّنة بالهلع النفسي ومتمسّكة بأمل وجداني يحيط حبله عائلتها فبات العبور من زحمة الرئيسي أمر مصيري يمسّ حياتهم، أو تسلك أفرع جانبيّة لتلذّ بالفرار من عتمة الطريق الرئيسي فيقابلها تعجيز بشري يختبرها بأمومتها ونفسها فتوطأ اختيارها بتوتر كينوني وتنهيد استنكاري برجفة دينا المعبِّرة عن الحالة داخلها إما كإنهيار الثلوج أو انصهار الحديد فغريزة الأم تغلب واستمرار السعي واجب.
مصير “ورد” الغير يقيني والمُترقّب وشغف التطلّع لماضيها الضبابي فهي طرحت تناقضات نفسية وتصرّفات متباينة كلجوئها لمكر الحيلة من أجل الإستمرار وبقيت ملامحها تشي بانتفاضة مستمرّة، فبالرغم من حداثة أسلوب دينا في التقدير والإصابة الطبقيّة والشكليّة والنفسيّة إلى أنّها تتمتّع بروح التجسيد الكلاسيكي، الروح الذهبيّة في التعبير السلس.