حوار الإعلامية عبير عبيد بركات
تقدّم المملكة العربية السعوِدية الكثير من النماذج النسائية المشرقة التي تحمل الكثير من النجاحات والإنجازات مما أتاح للمرأة خلال فترة قصيرة أن تكون منافسة في سوق العمل، وحقّقت تقدّماً ملحوظاً في الكثير من المجالات المختلفة، سواء في المناصب الإدارية أو في الجهات الحكومية أو في القطاع الخاص، كما أدّت دوراً مميزاَ في الإبداع الفني إلى جانب دورها في العمل الاجتماعي والانساني.
وقد ساعدت رؤية المملكة العربية السعودية الجديدة المرأة على النهوض ايماناً منها أنها أساس المجتمع وهي شريكة الرجل في بناء الأسرة والإرتقاء بالمجتمع وبناء الوطن من خلال إنشاء وتربية جيل متميز قادر على الإبداع.
فلكل امرأة سعودية مستقبل كبير في بيتها وفي المشاريع التي تساهم فيها وذلك بمساعدة الحكومة وحسّها على التطور وتعدّد أدوار المرأة في رؤية 2030 مما رفع وضعها الاجتماعي والاقتصادي ولم تعد محصورة داخل حدود الجدران الأربعة ، بل انخرطت في مجالات العمل بشكل كبير.
وفي إطار هذا التميّز كان لموقع الكلمة أونلاين لقاءَ مع الإعلامية السعوديّة الجميلة والمتميّزة وفاء آل شمّا التي شقّت طريقها في ظروف صعبة وأثبتت قدرتها في العمل الإجتماعي والنفسي والإعلامي على الساحة السعودية.
وفي السياق تؤكد آل شمّا في حديثها أن تخصّصها في علم النفس والفلسفة وخدمة المجتمع من الجامعة الأمريكية هو الذي قرّبها من الناس أكثر وجعلها تكتسب الجرأة في معالجة الأمور الحياتية خاصة عملها مع المدمنين والسجناء واسرهم والأيتام والمعاقين وساعدها على الدمج بين عملها الاعلامي والاداري إذ عملت في أحد المستشفيات كأخصائية نفسية اجتماعية ثم كمديرة تنفيذية وعُيّنت بعدها مسؤولةً إعلامية للجنه التراث في الجنادرية، كما سعت الى خدمة الناس أكثر فأكثر من خلال تولّيها عضوية في عدد من الجمعيات جمعية السرطان والأيتام، وكبار السن والمعاقين ثم عملت مديرة تنفيذية للجنة رعاية السجناء في المملكة وأسّست أول قسمٍ نسائي في الرياض لرعاية أسر السجناء وشكلت لجنة نسائية للعمل الخيري في لجنة رعاية السجناء.
وتتابع آل شمّا أنها فرضت نفسها في عالم الإعلام وتحدّت بعض عادات مجتمعها في وقت كان ظهور المرأة في البرامج غير مقبول مجتمعياً خصوصا في المواضيع الاجتماعية والسياسية الجريئة مثل الارهاب والمراهقة والعنف ضد المرأة والطفل والعنف الأسري والتحرش ومواضيع دينية كانت تُعتبر محرّمة في المجتمعات المحافظة.
وحول سؤالها عن التواضع الذي تتميّز به رغم المكانات المهمة التي وصلت اليها تجيب آل شمّا أننا كلنا بشر ولا نختلف عن الآخرين بأي شيئ فكلّ شخص يمكن أن يُبدع في مجاله لكن سمة التواضع هي صفة تجعلك محبوبة بالنسبة للآخرين “فمن تواضَعَ لله رفعَه” مما يجعل المتواضع بمنزلة قريبة من حبّ الله فإذا أحبك الله أحبّك الناس ونجاح الإنسان سببه الناس وكيفية إيصال الكلمة للآخر بسهولة ويُسر فكل إنسان له دور والجميع يمشي في مسار واحد، فالإعلامي له ذهنية نظيفة صافية قريبة من الآخرين تجعله يبتعد عن التكبّر والتمثيل ويحقّق أهدافه بسهولة أكبر.
وتتابع آل شمّا أن اسمها انتشر في العالم العربي بعد المساهمات الكثيرة التي قامت بها خاصة عندما تولّت منصب رئيسة لجنة رعاية السجناء وقامت بزيارات لكل الدول العربية والخليجية من خلال توليها رئاسة أول معهد للتعليم الخاص في المملكة وزارت دول كثيرة في العالم مثل امريكا واوروبا ودول الخليج للبحث عن أهم التجارب مع ذوي الاحتياجات الخاصة وطبّقتها في المملكة لتحسين ظروف فئة كبيرة من الناس حتى وصلت الى الصين وحصلت على ماستر في انتاج البرامج الوثائقية الاخبارية بالديجتل بامتياز فضلاً عن عملها في إدارة الأخبار كمعدة ومحررة ومحاورة في عدد من البرامج ولقاءات مع اصحاب سمو ورجال ذو مراكز في الدولة وامراء وشعراء واصحاب القرار.
وعن سؤالها عن رأيها بما حققته المرأة السعودية حتّى اليوم تؤكد آل شما أن حكومة المملكة العربية السعودية على رأسها الملك سلمان عبد العزيز وسمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد تبذل كل ما بوسعها لدعم المرأة وتواصل خطة تمكين المرأة السعودية وحصولها على مكاسب غير مسبوقة وتعزيز حقوقها عبر برامج الدعم والرعاية الموجهة لها وتحسين بيئة عملها في جميع القطاعات واستطاعت خلال فترة قصيرة جداً أن تخرج بنفس عاداتها وتقاليدها وجوهرها ووضع بصمتها على العمل، مما عرّض المجتمع السعودي للإنتقادات بسبب دعمه للمرأة لكن الدعم الكبير الذي أكده سمو الامير بأكثر من حديث صحفي دعمه وثقته بالمرأة السعودية التي لم تخذله ولله الحمد.
وتكشف شما أن المرأة السعودية حظيت في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده على العديد من الإنجازات الحقوقية والقرارات التاريخية، منها التعديلات الأخيرة في نظام السفر والأحوال المدنية وأصبح للمرأة دور فعال بالمجتمع وما وصلت إليه يفرض على الجميع الاعتراف بها رغم كل المعوقات التي رافقتها ولا يستطيع أحد الإنقاص من قدرتها، فهي تلعب أدواراَ مختلفة سواء كانت زوجة أو أم أو بنت ولها دور فعال في جميع نواحي الحياة، كما تلعب دورًا حيويًا للغاية في تقدم البشرية ولها مكانة مهمة في المجتمع، فالنساء ليسوا أدنى من الرجال على الإطلاق، بل هن قادرات على تقاسم جميع مسؤوليات الحياة مع الرجل.
ومع تنامي حضور المرأة على المستويات المختلفة نجد بروزها في المجالات الثقافية والإبداعية كافة، وتؤكد آل شما أن المرأة ستلعب دوراَ تنموياَ فعالاَ في رؤية 2030 إذ تُعتبر عنصر قوة في المنهج السعودي الجديد، فخطط الرؤية ترمي بالإضافة إلى معالجة البطالة وتعزيز قدرة الاقتصاد على توليد فرص عمل متنوعة وتحقيق الاستفادة القصوى من طاقات الشباب والشابات على حد سواء وإتاحة الفرص لهم وإكسابهم المهارات اللازمة التي تنمّي قدراتهم.
وتضيف آل شمّا أن من أهداف هذه الرؤية رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، والاستمرار في تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها، وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة للإسهام في تنمية المجتمع والاقتصاد كما شملت رؤية 2030 التركيز على التصدي للعنف الأسري وتحدّد أهدافاَ تتمثل في زيادة عدد وحدات حماية ضحايا العنف الأسري وستسمح للمرأة السعودية بأن تتبوأ مواقع قيادية مهمّة في الدولة خلال السنوات المقبلة، لا سيما وأنها تشكل 50 بالمئة من إجمالي المتخرجات من التعليم الجامعي، لذلك ستقدم لها هذه الرؤية الدعم عبر تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة في سوق العمل.
وتتابع آل شمّا أن المرأة السعوديّة فرضت وجودها في المجتمع إلى حدٍّ كبير لكنها ما زالت تسعى وراء حقوقها خاصة بموضوع تقليدها الوظائف التي كانت حكراَ على الرجل في السابق، فمثلاَ تمّ تعيين إمرأة في الحرس الملكي السعودي مؤخراَ وبحرص خادم الحرمين الشريفين تسعى المرأة أن تكون مشاركة في كل الانجازات والمكاسب التاريخية لبناء هذا الوطن.
وتمّ اختيار شما لتقديم حفلات سيدات الفكر بحضور صاحبات السمو والأميرات وسيدات الأعمال والإعلاميات نظراً لخبرتها الكبيرة ومسيرتُها الطويلة في هذا المجال خاصة أنها تدعم المرأة السعودية دوماً، وهي حاضرة للمساعدة، فرحلتها في تعليم المرأة بدأت مبكراً رغم الظروف الصعبة التي عانت منها المرأة في السابق، وتقول آل شمّا أن هذه المناسبات تضيفها فكراَ وثقافةَ وتألقاَ في مسيرتها الإعلامية.