تيا البارود
تتّخذ ميرهان حسين من صدق علاقتها مع الشخصيّة ومرونة تحكّمها في إيقاعاتها مقياسا لأدوارها يخوِّل لها رسم الواقع بريشة التعبيرية ومحاكاة معاناة بصيغة الإحتواء الكامل كما تفعل في آخر أعمالها التي تُبثّ حاليا “وانسى روحي ويّاك” من سلسلة مسلسل “نصيبي وقسمتك”.
“قمر” التي استطاعت ميرهان حسين إضائتها بتقديمها ورسم غيماتها لتفسيرها، فرغم الإنطفاء المُحلك في حياتها أنارت ميرهان طريق “قمر” بتنسيقها لنقائض الشخصية المتنافية خداعا ظاهريا وباطنا ومتفقة في الحالة، للشخصيّة جانب من الكتمان وجانب يفصح صعوبته، فـ “قمر” مربيّة المنزل الحالمة بطموح من خيالها منذ صغرها لكن الظروف المعسّرة حطّت بها في هذه المهنة لكنها متحلّية بالرضا الإستقراري فتستمرّ دوما في التعامل بوديّة رغم الإطاحات التي تلازمها.
إن أكثر ما يميّز دور “قمر” هو كيفيّة توظيف ميرهان حسين لعاطفتها التي تقودها وتضبط إيقاعها حسب الحدث، فهي تروي بأدائها عن الإضطهاد النفسي المتعمّد والغير مقصود معا وتُبيّن أثره الغميق على الفرد الذي تجسَّد في “قمر” التي تتعرّض تكرارا لهذه المواقف فتبتسم بحرقة وتكمل دربها، والقدرة على اختزان وجعه بصمت غزلته بالهدوء الخارجي والعاصفة الداخلية فاستثمرت ميرهان لغتها البصرية والجسدية للكشف عن أضرار “قمر” نفسيا وفكريا.