تيا البارود
علاقة وطيدة جمعت الفنانة بسمة بتراب الدراما الواقعية لطالما أجادت فن انتقاء الشخصيات من مختلف زوايا المجمتع لتبثّها من نافذة رؤيتها الخاصة، تختلف الطبقات و الفئات و الأهداف و الرسائل المطروحة لكن كلها تندرج خلف لوحات متقنة الرسم بحذاقة من صنع بسمة.
لتستكمل رسم لوحاتها مع جديدها الفني “فيلم ماكو” حيث اجتبت شخصيّة “رنا” لتنقلنا إلى عالمها و محطّات حياتها المتوغّلة بالتنوّع و رحلتها من النجاح إلى الإحباط وصولا للإصرار و طرحت سؤالا غير مباشرا عن كيفية تفكير الشخص الناجح عندما تتغير حياته في غمضة عين بسبب موقف و جاءت الإجابة خلال الأحداث.
انقسمت حياة رنا إلى جزئين الإجتماعي و الشخصي و ربطتهم بسمة بذكاء حيث سارت على عدّة قواعد أدائية أتت بترتيب متناغم مع الأحداث فرصّت مبدأ التصالح مع أشواك ممرّات الحياة للعبور منها على أقسام عديدة متمثّلة بعلاقاتها الخارجية و النفسية بعقدة ما بعد الإحباط ليكون هو مولّد الإصرار لتبدأ ببلورة ماسته و بدوافعها المنطقية كانت رنا المحرّك الرئيسي للأحداث الذي جرّ خلفه عالما جديدا.
الصور المتصارعة التي تكتّمت داخل شخصية رنا تمكنّت بسمة من انعكاسها تلقائيا للمُشاهِد و هو ما مثَّل تحوّلا مفاجئا في ايقاع تفكير و جرأة “رنا” الذي ساعد في تصعّد ضربات تشويق العمل.
و كان للإيماء حصة الأسد من تجسيد دور رنا فحرصت بسمة على اقتناء مخزون مهوّل من الطاقة لتنجح في تفسير مخاوف الشخصية تحت المياه و الإرتباك الذي رافقها طوال غوصها من خلال حركة بؤبؤ العين و حركة الجسد الدقيقة مع كل تحركاتها.