كتبت – مرام محمد
وقّعت جامعة الإمارات العربية المتحدة اتفاقية شراكة بحثية مع “كَفو” الشركة الرائدة في التكنولوجيا ، للقيام بالأبحاث المعمّقة حول زراعة وإنبات بذور أشجار الغاف بنجاح في مواقع مناخية قاسية مثل البيئة الصحراوية في دولة الإمارات.
وتعتبر هذه الأبحاث الأولى من نوعها التي تُجرى في الدولة وتمثّل المرحلة الثانية من برنامج كَفو لزراعة بذور شجر الغاف الهادف إلى زراعة مليون بذرة في دولة الإمارات للمساعدة على مواجهة تغيّر المناخ، كما ستساهم الدراسة في المرحلة التالية والذي ستعتمد على أعمال البحث والتطوير الحالية التي تمّ تنفيذها بالفعل للمساعدة في تحسين وإنشاء كرة بذرة ذاتية الاستدامة قادرة على الاستمرار في الطبيعة في ذروة درجات الحرارة المرتفعة صيفاً، بالإضافة إلى زيادة قابلية البذور للنمو، والإنبات، واحتباس الماء، كما ستعمل نتائج البحث أيضاً على تعزيز بنك المعرفة في الدولة حول تعزيز زراعة الصحراء عبر مجموعة من أنواع النباتات الصحراوية لتحسين بقاء الموائل في ظلّ بيئات قاسية تتصّف بالحرارة العالية والحدّ الأدنى من المياه.
وقع المذكرة أ.د. بهانو شاودري – عميد كلية الأغذية والزراعة بالجامعة، و راشد الغرير، مؤسّس كَفو ورئيسها التنفيذي. كما شهد حفل التوقيع الدكتور محمد عبد المحسن اليافعي – نائب العميد ووكيل الكلية، والأستاذة نبرة البوسعيدي، مديرة قسم الاستدامة والمجتمع لدى كَفو: والفريق البحثى القائم على المشروع: الدكتور شيام كورب والدكتورة زينب أحمد وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية بالكلية.
وأوضح الدكتور محمد عبد المحسن اليافعي – نائب العميد ووكيل الكلية أن “مشروع شجرة الغاف هو مبادرة طموحٌة لإعادة إحياء النظم البيئية القاحلة من خلال زراعة الملايين من أشجار الغاف التي هي من الأنواع الأصيلة التي تنبت في الدولة، والغاف (واسمها العلمي – Prosopis cineraria بروسوبيس سينيراريا”) هي الشجرة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي شجرة قوية تتحمّل الجفاف وتعمل على تحسين جودة التربة التي تُزرع فيها والهواء المحيط بها، كما تنمو جذور شجرة الغاف لتصل حتى ثمانين متراً، وتمتصّ كلّ شجرة غاف ما يصل إلى 34.65 كجم من ثاني أوكسيد الكربون الضارّ يومياً، لتعيد إطلاقه لاحقاً على شكل أوكسجين، كما أنها توفّر موطناً هامّاً ومصدراً غذائياً لمجموعة متنوّعة من الحيوانات والطيور، بما في ذلك البوم النساري الصحراوي والباز طويل الساق.
وأوضح راشد الغرير، مؤسّس كَفو ورئيسها التنفيذي ” إن زراعة أشجار الغاف عملية تتطلّب عملاً مكثّفاً. ولا سيما في المناخ الصحراوي في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث غالباً ما تصل درجات الحرارة في الصيف إلى 45 درجة مئوية، ونظراً لكثافة الزراعة المطلوبة لإحداث فرق في البيئة، وأتينا بحلّ يتمثّل في استخدام تقنية الطائرات الموجّهة بالغة الحداثة والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي ، وتقديم حلّ عبر مبادرة “صنع في الإمارات العربية المتحدة” ، والذي سيزرع من خلالها ما يصل إلى مليون شجرة غاف في جميع أنحاء الإمارات، بما يؤدي إلى تحسين بيئتها الطبيعية بشكل جذري و نظامها البيئي”.
وأضاف: “يسعدنا أن نعلن عن شراكتنا مع أكثر الجامعات عراقةً في دولة الإمارات العربية المتحدة في الدراسات الزراعية، وذلك في إطار سعيِنا إلى تطوير أبحاثنا الهادفة إلى تحسين موطننا الصحراوي. وبصفتنا شركة مسؤولة، فإننا نحقّق خطوات كبيرة في سبيل تحوّلنا إلى شركة محايدة للكربون والمساعدة في معالجة تغيّر المناخ الذي يعدّ ذا أهمية قصوى لحماية المستقبل للأجيال القادمة”.
وأضاف: “إن توقيع مذكرة التفاهم هذه هي خطوتنا الأولى لإطلاق العنان لمجموعة غير محدودة من المشاريع البحثية المحتملة بين كَفو وجامعة الإمارات العربية المتحدة، والتي ستعمل أيضاً على استطلاع إمكانات أنواع نباتية أخرى بينما نتطلّع إلى توسيع نطاق البرنامج في المستقبل”، مشيراً إلى أن هذا البحث يشكل خطوة إلى الأمام في السعي لزراعة بذور شجرة الغاف على نطاق واسع عبر تكنولوجيا طائراتنا المسيّرة بدون طيار في ظروف مناخية قاسية، وزيادة صلاحية البذور وتحسين مدّة إنباتها، بالإضافة إلى المساهمة في اقتصاد بلدنا القائم على المعرفة.