تيا البارود
المُحبّة، اللئيمة، القوية و غيرها جميعها شخصيات أتقنتها الفنانة درة ببراعة في أعمالها، فدائما ما تستوعب قضية الشخصية و حياتها و خلفياتها و تستعرضها بطريقتها المبسطة بحياكة مضمونية متينة و رصينة.
و هذا النهج الذي تستمر عليه في كل شخصياتها و ما جد في مسلسل بين السما والأرض هي الشخصية الجديدة كليا المرتكزة على التوتر و القلق الذي أجادت اظهاره طوال الأحداث في جميع المشاهد عن طريق نظرتها لحياتها و للمجتمع و من حولها و لغيرها.
شخصيّة علا التي تجسدها درة في العمل تمشي على توازن ضربات قالب الحدث و انفردت بدائرة لها خلقت حالة من الترقب بداخل كل مشاهِد لمعرفة خطواتها القادمة، مع بداية ظهورها وجِّهت الأنظار لها كونها سبب رئيسي في محور الأحداث و الحبكة الأساسية و الشخصيّة الأكثر غموض.
و على وتيرة الغموض حبكت درة شخصيّة علا على مدار ظهورها بتوتر انفعالي يرمز عند استوطان القلق حياة أي شخص و اعتمدت اعتماد جزئي على لغة العيون أعطت دلالات على واضحة على ظروفها الاجتماعية و الأخلاقية و بثّت هذا التوتّر لأجواء العمل ككل، وظّبته بالطريق السليم المستقيم و الشكل الصحيح و أدى لإظهار تناقضات شخصيّتها المبنيّة على التردّد و الخوف، و شخصيّة أخرى محكمة الأداء و التجسيد تضيفها درة لعالم الدراما العربية.