كتابة تيا البارود
جريئة في اختياراتها و متجددة بأفكارها بثبات أدائها المتميز و كل عمل يتضمّن اسمها تحلّق فيه الفنانة دينا فؤاد عاليا بشخصيّتها و قدراتها الفريدة التي لا تتجزأ و تجرؤ دائما على تقديم الجديد و المختلف و اختارت دينا فؤاد هذه المرة مغامرة فنيّة جديدة لتخوضها عبر مسلسل “جمال الحريم”.
“جمال الحريم” ليس كأي عمل آخر يروي أحداث و وقائع أو خيال، بل هو عمل يحاكي خيال واقعي بحياة مرئية و غير مرئية بظواهر غريبة قد تحدث حول الانسان و لا يكترث لها و يشرح عن ما يسمى العالم الغامض الذي يسبب دائما الكثير من التساؤلات و الاستغراب و هو عالم الجن و يعتبر العمل بمثابة شرح للتساؤلات المعتادة.
و كان تركيز “حنان” و هي الشخصية التي تؤديها دينا فؤاد على تحويل الغير مرئي إلى مرئي و واقعي و هذا ما نجحت دينا فؤاد في تجسيده و إظهاره بوضوح، فقادت الشخصية بكل حواسها و تحكّم شديد بملامحها و تعابيرها و انفعالاتها فتبدأ و تنتهي في التوقيت المحدد و الصحيح الذي قدّم الشخصية المرتبكة و التي تتنقل حياتها بين خوف و قلق و اضطراب دائم و تردّد.
فقد جسّدت دينا شخصيّة حنان و هي امرأة تدخل في صراع نفسي و فكري حيث تقع في شباك جن عاشق فيصبح هو رئيس الكلمة و مدير تفكيرها و عقلها فيقلب حياتها رأسا على عقب و يضعها في امتحان و حيرة بين الواقع و العالم الآخر الذي تخلّل حياتها الواقعيّة و جعلها مصطدمة و من ناحيتها يبدأ منظور الحياة بالنسبة لها كأنها في قفص مغلق بين أقفاصه خيارين إما الرضوخ أو التمرّد على الجن العاشق.
نجحت دينا فؤاد في الانتقال بالشخصية بعدّة مراحل و تجسيد العديد من المشاعر في مشهد واحد فقط ضمن المسلسل و أوصلت شعور الخوف للمشاهدين و هو الأمر الذي جعل الجمهور في تعاطف معها، فكسبت هذه المغامرة الفنية الجديدة بجدارة لتضاف إلى قائمة أدوارها الخالدة.