كتابة تيا البارود
تعدّدت الأدوار و رسمت كل الألوان، تعريف مي سليم في شخصياتها التي تؤديها دائما بطريقتها الخاصة مهما اختلف مضمونها الداخلي و الخارجي و بهذا التنوّع نجحت مي سليم في كسر القاعدة المعتادة في أداء شخصية واحدة و ليس اكثر في فترة واحدة، فعادة يصعب على الفنان أداء اكثر من شخصية لصالح أكثر من عمل في نفس فترة العرض فيتشتّت المُشاهِد في الشخصيّات و فهمها.
و هذا ما نجحت مي سليم في كسره و شاركت في عملين بشخصيتين مختلفتين كل منها لها متطلّباتها و بيئتها المغايرة، شخصية سوزان في مسلسل “خيط حرير” و شخصية ورد في مسلسل “ضربة معلّم” و تلقّت الشخصيتان قبول كبير من قِبل الجمهور و استطاع الفصل بينهما بدون عناء و يرجع ذلك لتمكّن مي سليم من أدائهمها بدقة و احترافية و بالطريقة الصحيحة، فغيّرت لونها الدرامي بين العملين بذكاء جعل من الشخصيتين لهم كامل الاهمية في أحداث الاعمال.
جسّدت مي خلال شخصيّة سوزان صحوة الضمير و يقظة المشاعر ما يجعلها تغير المسار الخاطئ بسلوك المسار الصحيح قبل حدوث أي كارثة تهدم حياتها و تستمر حياتها بشكل متوتر تظره الشخصية بتصرفاتها، إلى جانب تجسيدها جوانب الضياع الفكري الذي دائما يكون له ضرائب مؤذية نفسيا، فسوزان شخصية في مخيلتها حياة تعاكس التي تعيشها مما يجعلها دوما في تخبّط لأخد القرارات برجوع و إياب لمختلف الأفكار بكل أقسامها السلبية و الإيجابية، و من الناحية الأخرى و المغايرة جسّدت عبر شخصيّة ورد الحياة الطبيعيّة التي قد تعيشها أي فتاة في نفس بيئة العيش بقوانين محدّدة التي تميل للصرامة أحيانا، و ورد شخصيّة يقودها قلبها في كل خطوة و تفكر بقلبها بدلا عن عقلها مما يجعل المُشاهِد يقف في صفّها طوال الأحداث.
عملت مي على خدمة الأدوار بتوازن و اعطاء كل شخصية حقّها الكامل، بجميع النواحي الفكري، الشكلي و النفسي.