برعاية وحضور وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق وبالتعاون مع شركة “ميرك شارب و دوم” وكل من نقابة الأطباء، نقابة المستشفيات، نقابة الصيادلة، الجمعية اللبنانية لأطباء التورم الخبيث، الجمعية اللبنانية لأمراض الجهاز الهضمي، جمعية سعيد، نقابة أصحاب المختبرات الطبية في لبنان، أطلقت وزارة الصحة العامة الحملة الوطنية الأولى للتوعية عن سرطان القولون. وحضر المؤتمر الصحفي الذي عقد نهار الجمعة الواقع في 15 آذار في مقر وزارة الصحة حشد من الفعاليات السياسية، الأمنية والإجتماعية إضافة إلى أخصائيين في الحقل الصحي وإعلاميين.
وتهدف الحملة إلى زيادة نسبة الوعي لدى المواطنين حول سرطان القولون الذي يعد احد أكثر الأورام شيوعا في لبنان، فهو السرطان الثاني لدى النساء والرابع لدى الرجال والذي يمكن بالمقابل الوقاية منه قبل حدوثه، علاجه والشفاء منه في حال تم الكشف عنه مبكرا بنسبة تصل إلى 90%. يتوجب بالتالي على كل شخص بلغ سن ال50 رجالا ونساء” إجراء فحص البراز المناعي الكيميائي (FIT) (اذا لم يكن هناك من تاريخ عائلي) كل عام للوقاية و الكشف المبكر عن هذا المرض الصامت اما اذا كان لدى الشخص تاريخ عائلي فيجب استشارة الطبيب لتحديد نوع الفحص اللازم اجراءه.
استهل المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني ليستتبع بكلمة لرئيس اللجنة الوطنية لمكافحة سرطان القولون الدكتور وليد عمار الذي تحدث قائلا: “شكلنا لجنة وطنية من جميع الاختصاصات المعنية، لدرس الخيارات المتاحة لمكافحة سرطان القولون، وقد عملت جاهدة على إصدار توصيات وطنية للكشف المبكر عن سرطان القولون موجهة لجميع الأطباء والتي ستقوم نقابة الاطباء بتعميم هذه التوصيات على جميع الأطباء من جميع الاختصاصات لتوحيد الجهود. ستقوم نقابة الصيادلة ونقابة المستشفيات مشكورتين بإرسال المواد التثقيفية الى جميع الصيدليات والمستشفيات في كافة المناطق وكذلك تم التنسيق مع شركة Libanpost لتوزيع هذه المواد مع البريد العادي لتصل الى اكبر عدد من المواطنين على كافة الاراضي اللبنانية.، وسيتم توزيع أكثر من 200 ألف كتيب عن الحملة و تم اصدار الكتيب بدعم من منظمة الصحة العالمية, وهذا مثال على نوع الحوكمة القائم على التعاون ومشاركة جميع المعنيين”.
قام الدكتور علاء شرارة بعرض تقني عن اهمية الكشف المبكر عن سرطان القول حيث قال : ” فحص الFIT هو الفحص المعتمد من قبل وزارة الصحة العامة بعد اقراره من اللجنة الوطنية وذلك لتوفره في المستشفيات والمختبرات في لبنان، لسهولة اجراءه، و كلفته الزهيدة. واذا كانت نتيجة الفحص ايجابية،فيجب استشارة الطبيب باسرع وقت لاجراء تنظير القولون للكشف عن سبب الدم بالبراز”.
واختتم حديثه بالقول: الكشف المبكر ينقذ الحياة.
من جهتها تحدثت السيدة هنا نمر رئيسة جمعية سعيد قائلة : “نحن الجمعية الوحيدة من المجتمع المدني في لبنان التي تختص بالتوعية عن الكشف المبكر عن سرطان القولون من خلال اقامة محاضرات في كافة المناطق اللبنانية. و لتاريخه اقمنا 130 نشاط اقيمو بالتعاون مع البلديات، المستشفيات و المدارس و طالت هذه النشاطات بشكل مباشر 8000 شخص من كافة الاعمار.
كما تم توزيع 1200 فحص FIT مجانا و اجراء 95 تنظير للناظور على عاتق الجمعية لكل من حصل على نتيجة ايجابية للFIT.
من جهته شدّد المدير العام لشركة MSD في منطقة الشرق الأستاذ أوكان إيسيكسي على أهمية الشراكة بين القطاعين الخاص والعام وأثرها الكبير في النهوض بالقطاع الصحي وأضاف : ” تعد الشراكة بين القطاعين العام والخاص من أكثر الطرق فعالية لطرح التحديات الصحية في المجتمع اليوم، مستفيدة من خبرة القطاعين لإيجاد حلول مبتكرة وجديدة لصحة أفضل.” وتابع :” طوّر البلد فرصة أكبر للنجاح عبر معالجته أعباء المرض المرتفعة في لبنان من خلال اتباع مقاربة مشتركة ذات فعالية ومتمثلة في مبادرات مثل حملة التوعية الوطنية لسرطان القولون مع السلطات الصحية اللبنانية. وفي الختام أكّد التزام شركة MSD المستمر في إنقاذ وتحسين حياة المرضى والمجتمعات في لبنان واستعدادها الدائم للتعاون مع السلطات الصحية للإرتقاء بالقطاع الصحي اللبناني إلى أعلى المستويات.
أما كلمة نقيب الأطباء البروفسور ريمون صايغ التي تلاها رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الجهاز الهضمي الدكتور أنطوان أبو راشد فقد قال فيها : “نطلق اليوم حملة شاملة للكشف المبكر عن سرطان القولون ، بمشاركة نقابة الاطباء الحاضرة دوما في تأدية دورها الرائد في المجال الطبي والعلمي بواسطة الجمعيات العلمية الناشطة في رصد الداء والدواء”. و تابع “كل الاطباء ومن كافة الاختصاصات معنيين ومولجين بالشأن التوعوي للفرد بدءا من طبيب الاطفال مرورا بطبيب العائلة وصولا الى صاحب الاختصاص المباشر، فعلى كافة أصحاب الاختصاص تقع مسؤولية ارشاد وتوجيه المواطن وهم يحملون صفة الاستشاري الذي يطلب عند الحاجة تدخل طبيب ذات الاختصاص ، حيث تكون هذه التدخلات ناجحة في المراحل الاولى وبالتالي تبعدنا قدر المستطاع عن تفاقم الحالة”.
أعلن معالي وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق في مستهل كلمته عن تقديم مستشفى رفيق الحريري 1000 فحص FIT مجاناً للمستفيدين من خدمات وزارة الصحة العامة (الغير مضمونين) تقدمة من شركة Fuji Film العالمية. و أكمل: “التوعية الصحية واجب استباقي، يقع في اعلى سُلّم الاهمية والاولويات لما يعود به من نفع كبير في صون صحة وحياة المواطنين والتخفيف من معاناتهم الانسانية والمالية على مدى سنوات في ظل الواقع المعيشي الصعب الذي نعيش. إنها المرة الأولى التي تطلق فيها وزارة الصحة العامة حملة وطنية للتوعية من سرطان القولون. وذلك لتزايد أعداد المرضى ولتأخر الكشف عن هذا السرطان للأسف. فمثلاً تتكفل وزارة الصحة العامة سنوياً بعلاج حوالي 330 مريض بكلفة تبلغ حوالي مليارين ونصف المليار ليرة لبنانية ثمن الأدوية فقط. وفي العام 2017 دخل 436 مريض سرطان قولون إلى المستشفى، وكان عدد مرات الدخول إلى المستشفيات 1253 مرة بكلفة مليار و400 مليون ليرة لبنانية تقريباً. إذا ما قارنا ثمن الادوية فقط بثمن فحص الوقاية و الكشف المبكر نجد ان معدل ثمن الادوية للمريض الواحد حوالي 5000 دولار سنوياً مقابل 20$ (في الحد الاقصى) سنوياً لإجراء الكشف المبكر عن طريق فحص FIT واذا اتبعه تنظير للقولون تصبح الكلفة 300 دولار. فبذلك يكون الكشف المبكر هو أذكى استثمار ممكن أن يقوم به المواطن لصحته”.
وفي الختام عرض فيلم دعائي تثقيفي قامت وزارة الصحة بإعداده لحث المواطنين على إجراء فحص ل FITعلى صحة السلامة كل عام تحت عنوان ” عينة ممكن تنقذك من سرطان القولون, الفكرة انك تعمل الFIT” إنطلاقا من أهميته ودوره الفاعل في الوقاية وزيادة نسبة الشفاء في حال تم اكتشاف المرض مبكرا.
تندرج هذه الحملة في إطار حملات التوعية والشراكات التي تقوم بها وزارة الصحة بشكل متواصل لنشر الوعي لدى اللبنانيين حول مواضيع كثيرة تتعلق بسلامة صحتهم.