أرحب برئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري ممثّلًا بدولة نائب رئيس مجلس الوزراء غسّان حاصباني، نحيّي دولته، لأنّنا نعرف جيّداً مدى اهتمامه بشؤون المرأة وسعيِه الدائم والحثيث لتقويتها على مختلف الصعد.
نحيّي أيضاً رئيسَ حزب القوات اللّبنانية الدكتور سمير جعجع وعقيلتَه النائب ستريدا جعجع/ ممثليْن بوزيرِ العمل كميل أبو سليمان،/ السيدة منى الياس الهراوي،/ وزيرةَ الدولة للهجرة و شؤون المصريين بالخارج بجمهورية مصر العربية نبيلة مكرم التي ستنضمُّ إلينا بعد قليل،/
كما نرحِّبُ بأصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة النواب وممثلي رؤساء الأحزاب والمدير العام للامن العام/
وبأعضاءِ السلك الدبلوماسي، والهيئات السياسية والاقتصادية، والاعلامية والأمنية/ وممثلي المجتمع المدني/
أيّها الأصدقاء،
يُطلّ علينا شهرُ آذار من جديد حاملًا معه احتفاليةً سنويةً ينتظرُها الجميع لرمزيتِها في تشجيعِ المساواةِ بين الجنسيْن/ ودفعِ المرأة لكسرِ الحواجز ودحضِ التمييز القائم على عقلياتٍ بالية مضى عليها الزمن.//
نلتقي مجدّدًا في عيد اليوم العالمي للمرأة ضمن المؤتمر السنوي التي تنظمه مؤسسة مي شدياق، مؤتمر نساء على خطوط المواجهة، Women on the Front Lines (WOFL)، بنسختِه اللبنانية السابعة/ وبالشراكة للمرةِ الأولى مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة UN Women / علماً أنّه باتَ في رصيدِنا أيضاً ثلاثُ نُسخ ناجحة جداً من WOFL Jordan MENA Chapter…
شكراً لاهتمامكم ووقوفكم دائماً الى جانب المرأة لنصرتها.
أيها الحضور الكريم،
في السنوات الأخيرة، اعتدتُ أن أسرُدَ لكم خلال هذا المؤتمر، انجازاتِ سيداتٍٍ عربيات وأجنبيات من مختلف بلدان العالم. وكنّا نسأل دائماً: “متى ستتمكّن المرأة اللبنانية من أن تثُبت للعالمِ أجمع قوّتها وعزمَها في الحقل السياسي، والاقتصادي والاجتماعي؟”
وها أنا اليوم اخبرُكم وبفخرٍ كبير عن انجازٍ للمرأة اللبنانية/ وإنْ يسبط مقارنةً بغيرِنا من الدول/ إذْ استطاعت وبسابقةٍ لافتة أن تحصلَ وبجدارةٍ على أربعةِ حقائب أساسية في الحكومة اللبنانية،/ وزيراتٍ يتمتّعنَ بحنكةٍ سياسية ونشاطٍ منقطع النظير.//
أقفُ أمامكم كلَّ سنة من على هذا المنبر،كرئيسةٍ لهذه المؤسسة التي تنظّم سنويّاً هذا المؤتمر.// ولكنني اليوم، أتوجّهً إليكم كوزيرة في الحكومة،/ ساعيةً إلى إكمال مسيرة النضال التي بدأتُها لأجل غدٍ أفضل.// هذا النضال الذي أتشاركه معكم، قد بدأ يثمر خيراً على التمثيل السياسي للمرأة في لبنان. وها أنا اليوم، اخبركم وبفخرٍ كبير، بأن المرأة اللبنانية قد استطاعت وبسابقة تاريخية الحصول وبجدارة على أربعِ حقائب أساسية في الحكومة اللبنانية، وزيرات يتمتّعن بحنكة سياسية ونشاطٍ منقطع النظير.//
ومن هنا، أوجّه ألف تحيّة لريّا الحسن، فيوليت خيرالله الصفدي وندى البستاني .// أدعو لكنّ بالتوفيق، ولنعطيَ سويّاً في هذه الحكومة، صورةً ناصعة عن قدرة المرأة على النجاح في الحقل السياسي ومراكز صنع القرار./ وأتوجّه لزملائنا في الحكومة ومن كل الأحزاب السياسية بالقول: ” توقّعوا أن تروا أفضل صورة عن المرأة، وما تفكروا كل شي بالهيّن بيمرق معنا!”
أشعر أيضًأ بفخرٍ كبير لتسلمي حقيبتي في وزارة الدولة للشؤون الإدارية من الوزيرة الدكتورة عناية عزّ الدين، والتي كانت أيضًا سابقة في تاريخ لبنان/ حيث ولأوّل مرّة تسلّم إمرأة حقيبةً وزارية لإمرأة أخرى.//
وعلى نطاق البرلمان اللبناني، شهدت مشاركة المرأة السياسية تحسنًا نسبيًا. ففي العام 2009 كان عدد المرشحات للانتخابات النيابيّة 12 سيدة فقط لا غير، وقد تخطّت هذه النسبة المئة عام 2018.// هي بدايةٌ مشجّعة وإنْ غيرَ كافية/ إذْ إنّ عددَ الفائزات اقتصر على ستة/ وإذْ بقرار المجلس الدستوري يحرمُنا إحدى فراشات البرلمان ديما الجمالي.
ديما/ نحن نشدُّ على يدِك ونأمل أن تُعيدَك الإنتخابات الى صفوفِ المجلس/ لنراك تُكملين نشاطَك الذي تميّزتِ به خلال الأشهر التسعة الماضية//
باتت المرأة اللبنانية مدركة لأهمية مشاركتِها وحقِّها في ممارسة دورها التشريعي/ مثلُها مثلُ أي رجل.
الآن وقد بات وجودنا في المشهد السياسي واقعًا، سنعمل جاهدات على تحسينه، لما لا نكون طموحات بنسبة أكبر ونأمل يومًا الوصول إلى مناصب أعلى؟ لما لا؟ هل جورجيا واثيوبيا حيث تتراّسُ البلاد رئيسةُ جمهورية أفضلَ منّا؟؟؟
بحسب دراسة نشرها شركاؤنا في UN Women، تُعتبرُ النساء أقلَّ فسادًا من الرجال،/ حيث إنَّ قلةَ الفساد مرتبطة بوجودٍ أكبر للمرأة في مجالِ السلطة ومساحاتِ صنع القرار.// شخصياً/ سأحاول جاهدةً كوزيرة للتنمية الادارية، التي يقعُ ملفُ مكافحةِ الفسادضمن اختصاصِها وفي سلّمِ أولويّاتِها،/ أنْ أُبرهِنَ هذه النظريّة من خلال وضعِ الآليات والأسسِ الصلبة للوقاية المُسبقة من الفساد.
سيداتي وسادتي، تعلو أصواتٌ نسائية كثيرة في البلدان العربية. النساء يطالبن بغدٍ أفضل/ وبدأنَ بالوصول الىالمُبتغى.// فلقد كانت سنة 2018، مليئةً بالانجازات النسوية العربية،/ وأنا سعيدة جدًا بنقلها بعضِها إليكم اليوم:
- المجتمعُ السعودي شهدَ إطلاقَ إصلاحاتٍ غير مسبوقة في مواضيع كانت حتى الأمس القريب في خانة التابوهات.// فقد سمحت السلطاتُ السعودية للسيدات بقيادة السيارة دون وجود محرم.// كما أعلنت المملكة، تعيينَ الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، سفيرةَ للرياض لدى واشنطن.
- في تونس، إكتسبت السيدة التونسية حق!َ الزواج بغيرِ المسلم/ كذلك تمَّ تجريمُ العنف ضد المرأة بكل أنواعه،/ كما تسيرُ التونسيات نحو تحقيقِ المساواة في الإرث بين الجنسين.
- في العراق، استطاعت الشابّة اليزيديّة نادية مراد التي تم اختطافِها من قبل مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من الفوزِ بجائزة نوبل للسلام/ لتبعثَ الأملَ في نفوسِ العربيات بشكلٍ عام/ والعراقيات بشكلٍ خاص.// ونحن في MCF سبق وتطرّقنا إلى هذا الموضوع الدقيق عندما استضفنا ضمن فعاليات WOFL في لبنان والأردن اليزيدية Bafreen Oso التي كانت ضحية إرهاب داعش وتعرّضت للسبيّ والإغتصاب اليومي والبيع من قبل الارهابيّين.//
واليوم ها نحن نُسلِّطُ الضوء على مسألة إنسانية أخرى، إذْ نستضيفُ متحدّثة من Mukwege Foundation، المؤسَّسَة التي أنشأها Denes Mukwege الذي حصل على جائزة نوبل للسلام إلى جانب نادية.// وقد أمضى موكويجي فترةً طويلة من حياته في مساعدةِ ضحايا العنف الجنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية،/ حيث عالجَ ودعم آلاف المرضى.//
ما أجملَ أن نرى إصرارَ بعض الرجال على العمل لأجل مستقبلٍ أفضل للمرأة.// فالرجولةُ ليست بفرضِ الرجالِ رأيَهم بالقوّة على النساء وتحجيم دورِهنَّ والتقليلِ من قيمتِهن وإنما بالإقرار بأنهنّ نصفُ المجتمع.
- في مملكة البحرين، تولّت فوزية زينل منصبَ رئيسة مجلس النواب، لتكونَ أولَّ امرأة تتولّى هذا المنصب.
- أمّا في دولة الإمارات العربية المتحدة، فيتوجّه رئيسُ الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى رفعِ نسبةِ تمثيلِ المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 في المئة وذلك في الدورةِ المقبلة من العام الحالي 2019.
- وإذا كنا في لبنان فخورات بالزميلة ريّا الحسن وهي أوّل إمرأة تتولى منصبَ وزارة الداخلية في العالم العربي،/ فإننا فخورون اليوم أيضًأ بنقل تجارب ناجحة من الغرب لنساء أوروبيات مميزات مثل Elisabeth Guigou التي كانت أوّل إمرأة تتولّى منصب وزارة العدل في فرنسا.
- أمّا في الولايات المتحدة فإنَّ عدد السيدات في الكونغرس يُعتبر مرتفعاً نسبيًا مقارنة بالسنوات السابقة. وقد جرى أيضًا انتخاب 102 سيدة (مئة وسيدتيْن) في مجلس النواب،/ حيث حصلت النساء على 23.5٪ من أصلِ المقاعد الـ 435.// وللمرة الثانية، أعيد انتخابُ نانسي بيلوسي رسميًا لرئاسةِ مجلس النواب الأمريكي.// وأيضاً في بلادِ العم سام، هناك عدد ٌكبير من النساء اللواتي أعلنَّ ترشّحهَن للانتخابات الرئاسية التي ستقام عام 2020.
لا شيئ يمكن أن يقف بوجهنا ويوقِفَنا…. نعم انها الحقيقة//
وأكبرُ دليل رئيسةُ الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أرديرن، التي باتت ثاني زعيمة منتخبة في العالم تُرزق بطفلٍ أثناءَ وجودِها في المنصب بعد رئيسة الوزراء البكستانية الراحلة، بنظير بوتو.//
ما أجمل كل تلك الإنجازات!! علينا أن نكملَ التحدّي الكبير الذي نخوضُه اليوم، ونثبتُ يوميًا أنّنا بأنفسنا نكونُ صانعات التغيير!
تعدكم مؤسسة مي شدياق بنهار مثمر ومميّز مع ضيفاتٍ لبنانيات وعالميات اخترقن الحدودَ كافةً/ وبرعن في مجالاتهنّ.//
نتناقشُ معًا في سلسلة مواضيع شيقة كمسألة “المرأة في عالم المفاوضات واتفاقيات السلام والدبلوماسية الرفيعة المستوى”، “التغيّر المناخي”، “عالم الأعمال”، “مجال الطهي”، “عالم الأدب”، ومسرحيةً لخمس دقائق حول “استخدام العنفي الجنسي كأداةٍ للحرب والنزاعات المسلحة”/ كما نستضيف قي هذا الإطار القاضية Celine Bardet مديرة مؤسسة We are Not a Weapon of War.
وكلاً من الكاتبة Lucy Hawking إبنة العالم Stephen Hawking/ والكاتبة والصحفية التونسية الفرنسية الشهيرة Faouzia Zouari، وكذلك العديدَ من النساء المتألقات على مختلف الأصعدة.
في النهاية/شكرٌ خاص لكلّ الرجال الموجودين معنا اليوم وقد كرّمونا بقبولِهم دعوَتَنا. //نتمنّى للجميع برفقتِنا يوماً مميزاً ومفيداً
أهلاً بكم جميعاَ في
2019 Women On the Front Lines Beirut.
عشتم، وعاشت المرأة اللبنانية، سيدة، حرّة، مستقلّة، متألقة وناجحة
وعاش لبنان