إفتتحت جامعة بيروت العربية الملتقى الثقافي المصري اللبناني الثاني بعنوان ” الثقافة في العالم العربي من التفكيك الى إعادة البناء “ وذلك بالتعاون مع مؤسسة الاهرام والجمعية المصرية اللبنانية لرجال الاعمال ، بحضور دولة الرئيس سعد الحريري ممثلا بالدكتور عمار حوري ، النائب محمد قاسم القرعاوي رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للخدمات الطبية – مستشفى البقاع ممثلا بالاستاذ قاسم يوسف ،سعادة سفير جمهورية مصر العربية نزيه النجاري ، سفير دولة فلسطين اشرف دبور ممثلا بالاستاذ ماهر مشيعل ، سفير المملكة المغربية في لبنان محمد كرين سفير جمهورية اندونيسيا احمد خازن خميدي ، إضافة الى النقباء ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات واداريي الجامعة ومهتمين .
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد جمهورية مصر العربية، تم عرض فيلم الجامعة الوثائقي ثم تحدثت عريفة الملتقى الزميلة ريما شهاب ” فلفتت الى ان الوطن العربي يعاني مشكلة مزمنة تتماثل في تهميش الثقافة نتيجة لنظرة الحكومات إليها على أنها ليست ذات مردود اقتصادي ونظرة المجتمعات على أنها من الكماليات وأنه يمكن الاستغناء عنها أو تقديم الشأن السياسي والشأن الاقتصادي عليها عند ترتيب الأولويات”.
وأضافت شهاب “ان هذا وهم بالغ الخطورة يقف وراء ما تعاني منه الأمة العربية من أزمات متصلة ومتفاقمة. كما أن غياب هذا الوهم عن بلدان أخرى هو السبب وراء تقدّمها ونهضتها وذلك لأن المجتمعات في تلك البلدان تدرك أهمية الثقافة في حياتها”.
ثم تحدث مدير مؤسسة الاهرام عمر احمد سامي فذكر ” أن الاهرام اطلقت ورعت فكرة إنعقاد الملتقى الثقافي المصري اللبناني ويحدوها الامل في أن يصبح ملتقى سنوياً ليس فقط بين مصر ولبنان بل بين الدول العربية كافة، إيماناً منها بأن الثقافة والمثقفين العرب يمثلون أحد أهم دعائم اللحمة العربية إن لم تكن أهمها على الاطلاق “.
أما رئيس الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الاعمال الأستاذ فتح الله فوزي فأشار في كلمته الى ” أن هذا الملتقى ينعقد في ظل ظروف تستدعي مواجهة التحديات الداخلية والاقليمية الكبرى وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب التي زُرعت في منطقتنا بهدف إضعافها وتفكيكها، الأمر الذي يتطلب منا التحرك الفعال على كافة الأصعدة، الأمنية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية، للقضاء على هذه الظاهرة، وسبيلنا في هذا هو ما نشهده اليوم في هذا الملتقي المتميز الذي يجمع قادة الفكر والرأي في البلدين الشقيقين.
وقال: إن ما يجمع البلدين أكبر بكثير من أي كلمات وأوضح من أية عبارات فهي تترجمها المواقف الثابتة على مدي قرون من الزمن.”
وفي كلمته أشار رئيس جامعة بيروت العربية البروفسور عمرو جلال العدوي ” الى ان الجامعة كانت دائماً جسراً للتواصل الثقافي بين مصر ولبنان منذ نشوئها في الستينات، وهي تحرص دائماً على حيوية التبادل الثقافي العربي واحتضان الطاقات والمشاريع التنموية التي من شأنها رفع المستوى العلمي والفكري، وخلق مناخات للحوار الإبداعي سواء في العلوم التطبيقية أو الإنسانية”.
وتابع العدوي” ما حققته جامعة بيروت العربية من تطور في بنيتها الأكاديمية والإدارية يجعلها في سعي متجدد ومبادر في شتى حقول المعرفة، وهي تحتضن في رحابها الأنشطة والمعارض لفنانين مصريين كما للبنانيين، وتلتزم خطة تشجيع حركة التأليف والنشر العلمي تأكيداً منها على دورها الريادي العلمي والثقافي العربي.”
وأعتبر سفير جمهورية مصر العربية في لبنان الأستاذ نزيه النجاري بكلمته ” أن اللقاء حول دور الثقافة في العالم العربي يكتسب أهمية بالغة في ظل الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها بلداننا العربية ، وما تشهده من تهديد مباشر لفكرة الدولة الوطنية وما يرتبط بها من قيم التعددية والسلم الأهلي والعيش المشترك في مقابل تفشي الانقسامات وتعرض بعض المجتمعات للتفتت سواء كان ذلك في سوريا أو اليمن او ليبيا او العراق والارتداد الى هويات دينية ومذهبية ضيقة نتيجة ضغوط داخلية وخارجية أفرزتها إرهاباً وجماعات تتخذ من العنف والكراهية وإلغاء الآخر أسساً تبني عليها توجهاتها وتحاول ترسيخها في مجتمعات لطالما عرفت معنى وقيمة التعايش السلمي بين مختلف الأديان والمذاهب التي كونت مجتمعة هويات واحدة لشعوبنا “.
واخيراً تحدث الوزير السابق محمد المشنوق” فاعتبر أن المثقفين العرب لم يختبروا قدراتهم العلمية، وقدراتهم الفكرية في هذا الربيع المشؤوم، بل لعلهم كانوا شهوداً على التفكك الثقافي بعد أن تهمشت ادوارهم، وهذا يعكس خليطاً من الخوف والتخوف من تبدلات السلطة وسطوتها أو ضرورة إحناء الرأس أمام العاصفة، إلّا إذا تيسر لهم بلد يلجأون اليه مع عائلاتهم، فتعود كلماتهم تصفع الجلادين. هذه هي ثقافة الواقعية أليس كذلك؟
ثم قدم رئيس الجامعة البروفسور عدوي درع الجامعة التذكاري لكل من مدير مؤسسة الاهرام عمر احمد سامي ورئيس الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الاعمال الأستاذ فتح الله فوزي ، كما قدم مدير مؤسسة الاهرام بدوره درع المؤسسة لكل من رئيس الجامعة ورئيس الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الاعمال .