ورشة عمل تحت عنوان “وزارة الشؤون الاجتماعية والتطوع-ابتكار سياسات واستراتيجيات جديدة للتطوع في لبنان”
بوعاصي: لنعزز ثقافة التطوع التي تنقلنا من مرحلة المواطن المقيم الى المواطنة الفعلية
افتتح وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي ورشة عمل تحت عنوان “وزارة الشؤون الاجتماعية والتطوع-ابتكار سياسات واستراتيجيات جديدة للتطوع في لبنان”، وذلك بالتعاون مع البرنامج الوطني للتطوع في لبنان، ومصلحة الجمعيات والهيئات الاهلية وعدد من مراكز الخدمات الانمائية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وبمشاركة البنك الدولي والجهات الدولية المانحة.
وشارك في الورشة مدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية القاضي عبدالله احمد، والسيد زين الدين كاراييف ممثلاً صندوق الامم وبناء السلام، والسيد رينيه كيون ممثلاً البنك الدولي.
في البداية القت مديرة مشروع البرنامج الوطني للتطوع مروى الكيك كلمة ترحيبية لفتت فيها الى ان العمل التطوعي هو اسلوب مميز وفاعل في تحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة والشاملة وهو ينطوي على قيم اساسية تسهم في اعداد انسان متعاون، يشعر بالانتماء الى المكان والمجتمع، ومستعد للعمل من اجل قضية اجتماعية تخرجه من ذاته ومن دائرة اهتماماته الخاصة الى الميدان الاجتماعي والانساني.
واكدت ان هذا العمل يؤمن للشباب الذين ينخرطون فيه بهدف انساني ومجتمعي ووطني الحماية من متاهات الضياع ويعزز علاقاتهم بمجتمعهم وينمي ولاءهم وانتماءهم اليه.
الوزير بو عاصي
وكانت مداخلة للوزير بيار بو عاصي اكد فيها ان ” التطوع هو من اهم العناصر التي تسمح للانسان الانتقال من مرحلة المواطن المقيم الى المواطنة الفعلية”، معتبراً “ان الانسان حين يتطوع هو يظهر رغبته في تكريس وقته وجهده لمساعدة الٱخر من دون مقابل، وهذا انبل عمل يمكن ان يقوم به وخصوصاً انه يستهدف الشرائح الاكثر ضعفا في المجتمع”.
وشدد بو عاصي على ضرورة تعزيز وتدعيم ثقافة التطوع في مجتمعاتنا، لأن مجتمعنا ديناميكي وانسانه كريم بعطاءاته ووقته وجهده”، مضيفاً: “ان هذا الموضوع نراه ونلمسه بعمل وزارتنا عبر البرنامج الوطني للتطوع، حيث يتم انجاز عمل يشبهنا، وهو عمل يتوجه الى الشرائح الاضعف، اضافة الى تعامله وتفاعله مع هذا المجتمع وتعامل المجتمع مع الوزارة. كما انه عمل منتج، فالانتاجية هي الاهم لدينا وعلى اساسها يتم الوصول الى اهداف عملية محددة لتنفيذها. يضاف إلى هذا كلّه انه عمل شفاف، فصحيح انه عمل تطوعي لكنه يتطلب كلفة معينة يدعمها المانحون، وقد اثبتت شفافية المشروع باحترام الشركاء الدوليين له”.
وشدد بو عاصي على انه ابعد من العمل التطوعي لا بد من التركيز على ثقافة التطوع التي يجب نشرها والتوسع فيها في المجتمع”.
وذكّر بثلاثة امور مهمة على هذا المستوى:
1- الدخول الى المدارس ونشر ثقافة التطوع فيها والالتفات الى الشرائح الضعيفة، وهذا امر مهم جداً يجعلنا نتطلع الى المستقبل.
2- الدخول الى الجامعات، على مستوى متقدم وهو مصدر امل حيث تصبح منتجة على مستوى الجامعة.
3- اهمية الجمعيات في لبنان والعمل التطوعي من خلالها وهم شركاء أساسيون للوزارة ان عبر الاهتمام باليتيم والمرأة المعنّفة، والمدمن والمسن، والفقير الذي تركّز عليه الوزارة وسيكون محط اهتمامنا بالمرحلة المقبلة، الذي يتزايد في مجتمعاتنا، وعلينا بعملنا ودراساتنا ان نجد الوسيلة الانجع لمساعدة الفقراء، للخروج من حالة فقرهم والتوصل الى استراتيجية واضحة، تأمين دعم مرحلي في المأكل والتعليم وهذا يتطلب عملاً ومثابرة، على أمل توفير الحل الامثل وهو تأمين فرص عمل.
وطلب بو عاصي التركيز على مخيمات العمل التطوعي التي تقوم بها دائرة العمل التطوعي في الوزارة، والتي تشمل مشاركين من جميع الطبقات والطوائف ويتم فيها تبادل الخبرات والمعرفة وقبول الشباب لبعضهم البعض بخلافاتهم، ويتشاركون الافكار الانتاجية.
ودعا الوزير بو عاصي الجهات الدولية والمانحين الى مساعدة هذه المشاريع المهمة.
مدير عام وزارة الشؤون
وكانت كلمة لمدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية القاضي عبدالله أحمد توزع لاحقا.
صندوق الامم وبناء السلام
من جهته قال ممثل صندوق الامم وبناء السلام السيد زين الدين كاراييف ان مؤسسته تعمل على مشاريع تمويلية في 45 بلداً كلها شهدت نزاعات وصراعات، كاشفاً ان هذا المشروع الوحيد الذي يركز على التطوع وهو يتمتع بنجاح كبير، ما دفعنا الى زيادة تمويله ليصبح اكبر وأشمل”.
وشدد على ان التركيز على الشباب له اهمية كبيرة في مواجهة الفقر لأن هذا العمل يجعل المجتمعات تحيا بسلام”.
البنك الدولي
من ناحية ثانية اعتبر رينيه كيون ممثل البنك الدولي في كلمته ان برنامج التطوع اثبت نتائج على الارض، املاً ان يستمر التعاون بين البنك الدولي والوزارة في هذا المشروع”.
وقال: بعد التحقق اكتشفنا ان مشروع التطوع حقق نتائج بارزة خلال سنة ونصف السنة خصوصاً على مستوى التسامح بين الناس، لافتاً الى انه لم يكن باستطاعته النجاح لولا التشارك بين الوزارة والجامعات والمدارس والمؤسسات الاهلية”.
اضاف تمكنا من تنفيذ حوالي 50 مشروعاً تطوعيا في لبنان وتعاملنا مع 800 شاب، مشدداً على اهمية تعزيز المبادرات والعمل بشكل مستدام ومنهجي”.