كتابة تيا البارود
الطموح هو محرك الحياة. إنه الشعور الذي يدفع الإنسان للاستمرار في السعي نحو أهدافه مهما كانت التحديات والصعوبات. وفي مسلسل “٨٠ باكو”، الذي تسلط الضوء على قصة فتاة حالمة تسعى لتغيير حياتها، يظهر الطموح كأحد الركائز الأساسية التي تبني عليها الشخصية وتتصاعد معها الأحداث. فبوسي، الشخصية التي تلعبها هدى المفتي لأول مرة في بطولة مطلقة لها، هي نموذج للفتيات اللواتي يطمحن إلى تحقيق أحلامهن مهما كانت الظروف، وتظهر من خلال المسلسل كيف تناضل من أجل جمع 80 ألف جنيه لتتزوج، ولكنها تجد نفسها في رحلة مليئة بالعقبات والصراعات.
الطموح كمحرك للشخصية
من اللحظة الأولى التي تخرج فيها بوسي من إطار حياتها البسيطة، يصبح الطموح هو المحرك الرئيسي الذي يدفعها للتغيير. بوسي، الفتاة الشعبية التي نشأت في بيئة بسيطة، لم تكن تحلم بالمال أو الرفاهية، بل كان حلمها أن تجد طريقاً يعيد لها كرامتها ويحقق لها استقلالها. جمع 80 ألف جنيه لم يكن مجرد هدف مادي بالنسبة لها، بل كان أداة لتحقق حلمها في تغيير مصيرها. هذه الرحلة التي تبدأ في تحديات كبيرة تمثل حالة كل فرد يسعى للوصول إلى ما يحلم به، حتى وإن كانت الدروب موحشة وشائكة.
النجاح في أول بطولة مطلقة
قدمت هدى المفتي أداءً استثنائياً في أول تجربة بطولية لها، حيث تمكنت من تجسيد شخصية بوسي بكل حرفية واقتدار، متحدية التوقعات التي قد تصاحب أي تجربة جديدة كما يكون من المتوقع أن يظهر عليها بعض التوتر أو التقصر. إلا أنها أظهرت براعة ملحوظة في أداء الدور، إذ نجحت في نقل ملامح الشخصية من الحلم البسيط إلى المعاناة والصراع الداخلي بكل صدق. تمتعت بقدرة على توصيل مشاعر بوسي في مختلف مواقفها، سواء من لحظات الضعف أو القوة، مما جعلها محط أنظار المشاهدين.
تجسد الشخصية بأسلوب وحركات معينة، حيث تمكنت هدى من إتقان تفاصيل الفتاة الشعبية التي تعمل في صالون نسائي. تميزت حركاتها بالطبيعية والبساطة، مما جعلها تبدو أقرب إلى الواقع، وجعل المشاهد يشعر بأنها جزء لا يتجزأ من البيئة التي نشأت فيها بوسي. هذا الأسلوب الخاص، سواء في طريقة مشيتها أو تعبيراتها، ساعد في تجسيد الشخصية بكل صدق ودقة، حيث ضربت المسمار في قلب الدور، وأصابت الهدف في تقديم فتاة بسيطة في مظهرها، ولكن مليئة بالأحلام والطموحات التي تسعى لتحقيقها.
ما جعل شخصية بوسي تتمتع بجاذبية خاصة هو قوتها الداخلية. فهي ليست مجرد فتاة تبحث عن الزواج، بل هي فتاة تحمل في قلبها تطلعات كبيرة، وتمر بكل صعوبة من أجل الوصول إلى هدفها. لقد أظهرت هدى كيف أن بوسي تتحدى نفسها وتواجه مخاوفها، وتتفوق على القيود التي تحاول أن تكبح حريتها. فكل لحظة تظهر فيها بوسي كمن يحاول اقتحام عالم جديد، الملامح الدقيقة للأداء جعلت شخصية بوسي تتألق، حيث تبرز القوة على الرغم من بساطتها وتواضعها.