تيا البارود
رؤية الفنّانة نور للشخصيّات هي ميزة أدوارها، تُحلّلها بمنطق فتبصرها بواقعيّة، تُقدِّمها بفكر متّزن وتأمّلات رزينة تخلو من القوى الطائشة أو المثاليّة المُطلقة لأنها مُدركة جيّدا قيمة الدور الذي يتجلّى في إبقاء أثر نابض، فتلتقط شعور الشخصيّة وتكشف عن نفسها الإنسانيّة وصولا لسبر أغوارها وهو ما توضِّحه تباعا يوما بعد يوم خلال “ماغي”.
حالة الخصوصيّة في شخصيّة “الدكتورة ماغي” ترتّبت في مجموعة من السّمات الداخليّة تسود على شكلها الخارجي تتفاوت بين القوة والضّعف فتشكّل أسلوبها بشكل مُكتسب من خبرتها الحياتيّة الخاصة وبتأثير مهنتها.
الهدوء الذي يبدو نموذجي في “ماغي” تلاعبت نور بتجزئته ليتناسب مع لمحة جدّية “ماغي” وحدّيتها حيال الأمور المصيريّة فأصبح بإمكاننا تسمية الشخصيّة بالسماويّة فهي هادئة حد السرور حتى في امتعاضها فلا تلجأ لأني نوع من الأذية وأداتها للتعبير هي الوضوح.
الوضوح أيضا أسلوب تجسيد نور للشخصيّة فحرّكت تلك الحساسيّة الدائبة لتكشف عن نهر العاطفة المحجوب لتوضّح حالتها النفسيّة المتردّدة من خوض أي مرحلة أخفقت بمثيلها سابقا وهي علامات رهاب الحب أو باللغة العلمية النفسيّة “فيلوفوبيا” الذي سيطر على احتماليّة تخطّيها إخفاق تجربتها، فهي تُقدِّم “ماغي” ككيان إنساني تنبض بالحياة بجميع بعثرة مشاعرها قبل كونها دكتورة نفسيّة.
وعلى هذا النحو تصوغ نور ذاتيّة “ماغي” بفلسفة الوعي والإدراك.