نجوى كرم ورحمة رياض: اختلافٌ لا يقبل المقارنة!
بعد الأخذ والردّ، والجدل الكبير القائم حول هويّة أعضاء لجنة تحكيم برنامج “آرابز غوت تالنت”، والمُقارنة بين اسمَي شمس الأغنية اللبنانيّة نجوى كرم والنجمة العربيّة رحمة رياض، يُمكن التأكيد أنّ هذه المقارنة ليست دقيقة وغير عادلة.
ففي حين أنَّ لكلٍ من نجوى كرم ورحمة رياض بصمتها الفنيّة الفريدة ومساهماتها الكبيرة في عالم الموسيقى، فإنّ المقاربة بينهما يجبُ أن تَأخُذَ في عين الاعتبار خلفيّاتهما الفنيّة وتجاربهما المتنوّعة بدلاً من مقارنتهما بشكلٍ مباشر.
فنجوى كرم، بشُهرتها الواسعة وتاريخها الفنّيّ الطويل، قدّمت على مدى سنواتٍ عديدة أعمالاً فنيّة تركت بصمتها في عالم الموسيقى العربيّة. أمّا رحمة رياض، فقد أثبتت نفسَها كنجمةٍ على مستوى العالم العربيّ بسرعةٍ قياسيّة بفضل تجاربها الناجحة وإنجازاتها المُبهرة، الّتي جعلتها واحدةً من أبرز الأصوات النّسائيّة على السّاحة الفنيّة.
تساؤُلاتٌ عدّة تُطرح في هذا الإطار، ويُمكن ترجمتُها على الشكل الآتي: كيف يُمكن مُقارنة فنّانتَين تتميّزُ كلٌّ منهما بمسارٍ فنيّ مُختلفٍ تماماً عن الأخرى؟ هل تجوزُ إقامةُ مُقارنةٍ بين النّجمة نجوى كرم الّتي تتمتّع بتاريخٍ فنّيّ طويل زاخر بالاعمال الفنيّة والنّجمة الرحمة رياض التي أثبتت نفسَها كنجمةٍ صاعدة بسرعة قياسيّة؟ لماذا يتمّ الحديثُ عن أحقّية رحمة رياض في أن تكونَ عضواً في لجنة تحكيم برنامج “أرابز غوت تالنت”؟ علماً أنّها كانت في فترةٍ سابقة عضواً في برنامج “عراق آيدول” الّذي يُركّز بشكلٍ أساسيّ على اختيار الصّوت الأفضل.
ومع عودة برنامج “أرابز غوت تالنت” إلى السّاحة من جديد، والّذي سيبدأ قريباً تصويرُ موسمِه السّابع في المملكة العربيّة السعوديّة، تتجدّد المقارنة بينه وبين برنامج “آراب أيدول”، إذ يُقدّم كلٌّ من هذَيْن البرنامجَيْن تجربةً فريدة في عالم المواهِب.
فبرنامج “أراب آيدول” يُعدّ من البرامج المتميّزة في مجال اكتشاف المواهب الغنائيّة، حيثُ يُركّز بشكلٍ خاصّ على اكتشاف أصواتٍ جديدةٍ، تستحقُّ أن تشقَّ طريقها في عالم الفنّ. منذُ بدايته، ركّزت فكرةُ البرنامج على تسليط الضَّوء على المُتسابقين الّذين يتنافسون في تقديم أفضل أداء غنائيّ، حيث يتمّ تقييمُهم من قبل لجنة تحكيمٍ مُكوَّنةٍ من كبار الفنّانين والنّجوم والموسيقيّين مثل وائل كفوري ونانسي عجرم وأحلام الشّامسي وحسن الشافعي. وفي “عراق آيدول” مثلاً، المُتخصّص أيضاً في اكتشاف الأصوات الجديدة بين أبناء العراق، شملت لجنة التّحكيم على نجوم الفنّ العراقيّ حاتم العراقي وسيف نبيل ورحمة رياض التي أثبتت بدورها أنها تُمثّل الجيل الجديد، وبالتالي، لا يُمكن مُقارنة جمهورها بجمهور نجوى كرم، إذ لكلّ فنّانةٍ قاعدةٌ جماهيريّةٌ مختلفة التوجهات والأذاواق والاعمار. فجمهور نجوى كرم، الذي يُفضّل الأغاني اللبنانية والعربيّة الأصيلة، يختلف تمامًا عن جمهور رحمة رياض الّذي يميلُ إلى الأساليب الحديثة في الموسيقى والفنّ العربيّ المُعاصر.
في المقابل، يُقدّم برنامج “أرابز غوت تالنت” مفهوماً مختلفاً لاكتشاف مواهب متنوعة. فالبرنامج لا يقتصرُ على الغناء فحسب، بل يشملُ أيضاً مجموعة متنوعة من العروض مثل الرقص، السحر، الأكروبات، والفنون الاستعراضيّة الأخرى.
كذلك، إنّ لجنة التحكيم لا تضمّ فنانين فحسب، إنما نجوم من مُختلف المجالات الفنية ولو لم تكُن من ذوي الاختصاص. فالموسم السابع من “Arabs Got Talent” مثلاً يشهد على عودة الممثل السعودي ناصر القصبي إلى لجنة التحكيم، إلى جانب الفنانة اللبنانية نجوى كرم، فيما ينضمّ الإعلامي باسم يوسف للمرة الأولى إلى اللجنة. وبينما يُركّز برنامج “آراب غوت تالنت” على استكشاف مجموعة واسعة من المواهب المتنوّعة من دون التركيز على نوعٍ معيَّن منها، يظلّ برنامج “آراب أيدول” واحدًا من أكثر البرامج شعبيّة وتأثيرًا في صناعة الموسيقى في المنطقة ومن أشهر البرامج الغنائيّة في العالم لجذبه اهتمامًا كبيرًا بفضل تقديمه مواهب غنائيّة رائعة وتركيزه على العثور على الصَّوت الأكثر تميّزاً وتقديم أفضل المواهب الغنائيّة في العالم العربيّ.