كتابة تيا البارود
غالبا ما تُقسَّم الأعمال وتُصنَّف الأدوار إلى اثنين إما أن يؤخذ العمل على محمل الجد بواقعيّة مضمونه وأهميّته أو يُعتبر العمل كمنفذ للتسلية، وفي حالة شديدة الإتقان يتمكّن من جمع كليهما وهو ما يتضمّنه مسلسل “رانيا وسكينة” يربط بين الكوميديا من سخرية القدر وقساوة الظروف عن طريق الصدف.
امتياز مي عمر بتأدية دور “رانيا السنهوري” ترتّب على إجادتها ثلاث نقاط، صواب تحديدها انسانيّة الشخصيّة كَون “رانيا” رقيقة تتمتّع بالهشاشة الكافية التي دفعت مي لاتّباع نعومة الأسلوب في الحديث، وتأييد سلوك “رانيا” ما أدّى إلى خلق هالة من التعاطف معها، واستنادها على بساطة الحركة وهو ما جعل تعاملها مع جميع مواقف “رانيا” سلس ويُجبِر على تتبُّع تحرّكاتها وترقّب أفعالها.
عند نقطة التقاء سوداويّة الحدث برفاهية التعبير عنه يكمُن مفرق العمل الذي جمعت فيه مي عمر كل الحبال وألوانها، فَداخل رحلة خفيفة الظل تُعبّر عن الخذلان بنوعين، خذلان البشر وخذلان الحظ بتأثير صدمته المفاجئة باتّزان.