بقلم الاعلامية مهى كنعان
يمكن أن يكون الكورونا فيروسا مفتعلا من صنع الدول الكبرى لكنه على الأكيد ليس بكذبة بل هو واقع حتمي هدد وجودنا، وطرق أبوابنا بالرغم من كل الإجراءات الوقائية.
اتباعنا للإجراءات الوقائية من تباعد اجتماعي وتعقيم وإرتداء كمامة وتغطية الوجه بالغلاف الشفاف وإرتداء الأكف حتما سيخفف من وطأة الفيروس لو أصبنا به، وبالتالي سيبتعد الخطر عنا إذا كنا أصحاء ذو مناعة عالية وخاليين من الأمراض المزمنة وإلا ستكون الحالة معقدة قليلا وتحتاج الى دخول للمستشفى، لكن الشفاء والتعافي ليس مستحيلا إذا اتبعنا علاجا فعالا ونظاما غذائيا مناسبا، وتحلينا بمعنويات مرتفعة وعالية جدا وطردنا كل الافكار السيئة والسلبية من فكرنا ورأسنا.
ثمانون بالمائة من علاج فيروس الكورونا يعتمد علينا نحن، وعلى نفسيتنا وعلى روحنا القادرة على التعامل مع الأزمة الصحية المستجدة بوعي وصبر، وثقة بالله سبحانه وتعالى، فالله لا يختار الا الخير لعباده وبما أننا بين يدي الله فنحن حتما بخير، وبالف خير.
لكن الأمر لا يخلو من بعض اللحظات القاسية، خاصة عندما يتم تأكيد إصابتك بالكورونا، وبعد انتظار لايام وليالي في قسم الطوارئ في المستشقى لعدم وجود أسرة فيها، وبعد تأمين السرير ونقلك بالعربة المخصصة لنقل مرضى الكورونا المُحاطة بالستائر من جميع الجهات، عندها فقط تشعر بالرهبة والألم، عندها فقط تشعر بالضعف والوهن والخوف، ليس الخوف من الكورونا أو المرض، بل الخوف من عدم رؤية الأحبة مرة أخرى، الأهل، الأم والأب والأخوة والأقارب والأصدقاء.
لحظة من أصعب اللحظات، أن تودع والدتك من بعيد دون القدرة على معانقتها وتقبيلها أو حتى ملامستها.
لحظة من أصعب اللحظات أن تودع “أمك“ بعينين مملوءتين بالدموع…
لحظة لا أتمنى لأحد أن يعيشها أو يشعر بها.
فمن أجل هذه اللحظة فقط التي تختصر كل معاناة الكون ومن أجل دمعة أمهاتكم وأخواتكم وأبائكم ولهفة أقاربكم وأحبابكم عليكم، احذروا من الكورونا ولا تستهينوا به والتزموا الاجراءات الوقائية ولا ترموا انفسكم بالتهلكة، وكونوا على قدر عال من الوعي والحس بالمسؤولية تجاه أنفسكم والغير.