منى أسعد تعود بأغنية “مي داده حنا” تكريما لروح والدها
شاءت الأقدار أن يغادر الوالد الفنان محمد الباشا إلى دار البقاء، قبل أن يرى ابنته الفنانة منى أسعد وهي تعيش فترات المخاض العسير السابق لميلاد أغنيته “مي داده حنا” التي سبق له تسجيلها في فرنسا وتقديمها للجماهير نهاية فترة الستينات..
إقدام الابنة منى أسعد على إعادة تقديم أغنية والدها الراحل له دوافعه التي توضحها بقولها: ” منذ صغري وأنا أستمع لأغنية “مي داده حنا” بصوت والدي في الجلسات العائلية والفنية، كما كانت تؤديها الحاجة حليمة والحمداوية والعديد من “الشيخات” أيضا.. ولأني معجبة بالأغنية ولأنها تعجبني إضافة إلى أنها تلتصق بالأذن سريعا، حلمت دوما بإعادتها. وهو الأمر الذي رحب به والدي الراحل وأسعده كثيرا”.
دافع آخر يقف وراء إعادة منى أسعد لأغنية والدها الراحل، توضحه بقولها “رغبت إبراز حق والدي المعنوي بالنظر إلى عدم إشارة أي فنان من أولئك الذين أعادوا تقديم “مي داد حنا” لإسمه باعتباره صاحبه الأصلي”..
الحلة الجديدة التي ستقدم وفقها منى أسعد أغنية “مي داده حنا”، جاءت بناء على قالب جديد، يساير من جهة روح العصر اعتمادا على توزيع موسيقي نفذه المبدع رشيد محمد علي، ويتمسك من جهة أخرى بنفس الزمن الماضي من خلال فيديو كليب نفذه تصوره كما اقترحته منى المخرج محمد نوبال في مدنية مراكش.. تصور عماده إبراز مظاهر رقي الحياة التي عاشتها العديد من الأسر العريقة على مستوى مختلف المدن المغربية..
ولأجل الغاية ذاتها، وقع اختيار الفنانة منى أسعد والمخرج محمد نوبال على أحد الفنادق الفخمة بمدينة مراكش، كفضاء لتصوير الفيديو كليب وحيث تلقى فريق العمل الفني والتقني الدعم المعنوي الكافي لإنجاز العمل على أكمل وجه..
وحرصا منها على مختلف التفاصيل التي تهم تلك الفترة الزمنية، اعتنت منى أسعد بجانب الأزياء والأكسسوارات.. عن ذلك تقول ” أولا لا بد من توضيح معنى كلمة “مي داده حنا” التي تمثل السيدة التي تتولى تربية الأبناء إلى جانب الأم، وهي شخصية صورناها بنفس مواصفات وتفاصيل الماضي.. كما وظفنا نموذجين من اللباس التقليدي القديم اللذين يعود عمرهما لأزيد من 50 سنة، إضافة إلى استخدامنا للأواني القديمة على غرار”السواني” والأباريق”.
وعن توقعاتها بالنسبة لمدى التجاوب الجماهيري مع الأغنية، تقول منى “الأغنية بطاقة محبة مغربية لجمهوري، أمرر من خلالها رسالة مفادها أن الأغنية الشعبية ليست ساقطة، بل كانت ولا زالت راقية ولها مكانتها المحفوظة وهي أيضا تكريم للوالد قبل وفاته وتكريم لروحه بعد رحيله”.