أكدت الصحفية اللبنانية منال شحادة على دور لبنان التاريخي كرائد أول للصحافة العربية المستقلة حيث تُعتبر بيروت المدينة العربية الأولى التي احتضنت جريدة مستقلة عام 1858 عندما أسسّ خليل الخوري أول صحيفة لبنانية وهي “حديقة الأخبار”.
واعتبرت شحادة أن التطوّر في الصحافة اللُّبنانية كان مُميزاً بشكلٍ كبير حيث تعتبر بيروت مركزاً لأهم الصحف العربية مثل: النهار والديار واللواء والعهد والسفير، وقد تميزت هذه الصحف بالقدرة على التطوّر المستمر فلازلنا نشهد الإصدارات بالشكل الحديث حتّى لصحيفة مثل اللواء التي تأسست في منتصف القرن الماضي ما يدل على تميز الوسط المجتمعي الحاضن للصحافة في لبنان والمساعد على تطوّرها لتواكب الحياة الإلكترونية المتسارعة.
وتطرقت شحادة للأزمات الحالية التي تعاني منها الصحافة قائلة:
ليس من السهل على الصُحف العربية الإستمرار في ظل هذه؛ الثورة التكنولجية الخاضعين لها منذ عقد أو أكثر، إذ لم تعد المطبوعات تحمل ذات القدر من الأهمية بالنسبة للقارئ العربي أو لمتتبعي الأخبار؛ قد شهدنا الإفلاس لعدّة صحف كما شهدنا تغيير بعض الصحف في جوهرها وتحولها لشركات تجارية وهنا بالضبط تكمن الحلقة المفقودة.
منذ أن بدأت شبكة الإنترنت كان واضحاً أنّه سيأتي يوم وتصبح سهولة الوصول إليها كبيرة؛ ربّما كانت سرعةُ سيطرة الإنترنت على حياتنا غير متوقعة لذلك كان محتوماً على الصحافة التطور لتواكب الوسط المجتمعي المتواجدة به، وفجاة تراجعت مبيعات الصحف الورقية وأصبح الوصول للخبر سهل على أي شخص يملك وصولاً للإنترنت وهنا كان يجب على الصحف أن تواكب الثورة الحاصلة بثورة أُخرى موازية في عالم النشر فلم يعد القارئ مُتقبلاً لفكرة قراءة مقال من صفحتين أو ثلاثة لمعرفة خبر مقارنةً بالفضاء الإلكتروني الذي يمكن أن يمده بها في أقل من دقيقة؛ هذه الظروف الجديدة جعلت بعض الصحف عاجزة عن فهم الوضع بسرعة وبذلك كان توقفها خلال شهور أو سنوات محتوما لكن الجيد في لبنان هو القدرة الكبيرة للعديد من الصحف على مواكبة التطوّر وتطوير سياساتهم للتوافق مع الوضع الحالي إضافة لقدرة جيدة وأحياناً جيدة جداً لصناعة محتوى لازال يجذب القارئ العربي ليبحث يومياً عن منشورات النهار أو الديار أو اللواء أو غيرهم.
في ختام اللقاء تحدثت شحادة عن المشاكل التي تواجه الصحافة بشكل عام والصحافة اللبنانية بشكل خاص وعن صعوبة حل هذه المشاكل لكنها أكدت على وجود طريقة ما لتتناسب الصحافة مع المتطلبات الحالية للقارئ، وأعربت عن أملها بأن تكون لبنان رائدة مرة أُخرى لإنتاج محتوى جديد يتناسب مع روح العصر وتمنت عودة جميع الصحف اللبنانية إلى العمل في أقرب وقت مع تطوير آلياتهم لنشر المحتوى ليتناسب مع متطلبات المُتابعين اليوم.