حوار ظافر العابدين
سارة درغام
“عروس بيروت” النسخة العربية من المسلسل التركي”عروس إسطنبول”، و استطاع المسلسل تصدر محرك البحث غوغل في اولى عرض حلقاته على mbc ,
العمل الذي يقوم ببطولته الفنان التونسي ظافر العابدين في أول تجربة له باللهجة اللبنانية بشخصية “فارس”، والتي لاقت إعجاب الجمهور , إضافةً لأدائه المُحكم في التفاعل و الكاريزما التي يتمتع بها.
في حوار خاص مع الفنان التونيسي ظافر العابدين تحدث فيه عن أسرار نجاح هذا العمل وأجاب عن الأسئلة التالية.
1) هل كنت تتوقع النجاح الذي يحققه مسلسل عروس بيروت حالياً وتصدره مواقع البحث ووسائل التواصل الاجتماعي منذ يومه الأول وطيلة الإسبوع ؟
عندما قرأت سيناريو عروس بيروت شعرت أنني أمام عمل مختلف، عمل به كل عناصر النجاح، وأنا سعيد الآن من رد فعل الجمهور، فالمسلسل لاقى بذلك إقبالاً كبيراً في مختلف دول العالم العربي، وهذا ما يظهر جلياً على مواقع التواصل الاجتماعي، فالمسلسل أصبح تريند على تويتر وجوجل في العديد من البلدان العربية. وأنا أحمد الله على هذا النجاح الذي جاء نتيجة لمجهود كبير بذله جميع القائمين على العمل. أهم شئ ينتظره الفنان أن يلقى عمله صدى كبير عند الجمهور وهو ما حدث بالفعل مع المسلسل، وهو ما يجعلني ممتناً له .
2) ما الذي جذبك للمشروع من البداية؟
السيناريو هو أول شيء جذبني، السيناريو مختلف، أول ما قرأته شعرت أنني أمام عمل مختلف جداً ، بما يحمل من أجواء عائلية وعلاقات اجتماعية تتمثل في علاقة الأشقاء ببعضهم البعض من جهة وبأمهم من جهة أخرى، وكذلك علاقاتهم بالمجتمع المحيط بهم. كما جذبني النسق التصاعدي بالعمل وكثرة الأحداث واختلافها لكل عنصر من عناصر العائلة، وشدني أيضاً فارس بدوره العميق، وعلاقاته بأشقائه وأمه وزوجته، وكذلك علاقاته المهنية والتي تم طرحها جميعها بشكل جميل ومتكامل.
3) هل قلقت من التحدي الذي تخوضه لكونك أول ممثل من الصف الأول عربي وغير لبناني يقوم ببطولة عمل درامي ناطق باللكنة اللبنانية الدارجة؟ وهل كنت تتحدث بها بالأصل أم أتقنتها من أجل المسلسل؟
هذه ليست المرة الأولى التي أشارك فيها بأعمال لبنانية، فقد شاركت في أكثر من عمل مثل كراميل مع الفنانة ماغي بو غصن، ولكنني كنت أؤدي شخصية غير لبنانية، هذه هي المرة الأولى التي أقوم فيها ببطولة عمل أؤدي فيه دور شخصية لبنانية (فارس) من عائلة جذورها لبناني. وأنا سعيد جداً أن أكون أول ممثل عربي يقوم بهذا الشيء وسعيد أيضاً بهذا التحدي، فكان من الأسهل لي أن أقوم ببطولة أحد المسلسلات الرمضانية وأن أختار الجانب الآمن وأظل في منطقة الرفاهية الخاصة بي، لكنني فضلت أن أخوض التجربة وأتحدى قدراتي وأطور من نفسي.
4) كيف كانت التدريبات؟ كم استغرقت وهل استعنت بمتخصصين؟
لكي أتقن اللكنة اللبنانية الدارجة تطلب ذلك الإقامة في لبنان لوقت طويل قبل تصوير المسلسل لأذاكر اللكنة وأتدرب عليها جيداً مع المدربة تانيا غرة، وهو الأمر الذي استمر أيضاً أثناء التصوير مع المدربة ريهاف عون. تغمرني سعادة بالغة لنجاح التجربة وبكون اللهجة لاقت إقبال عند الجمهور، وسعيد أيضاً بتقبلهم لي كفارس اللبناني.
5) اللبنانية والمصرية وتتحدث الإنجليزية أيضاً، ما اللغات واللكنات الأخرى التي تتقنها؟
إتقان اللغات واللهجات هي واحد من التحديات التي أفضلها، لذلك قمت بأدوار مختلفة بلغات ولهجات مختلفة، فعلى سبيل المثال، مثلت بالإنجليزية، والفرنسية، والعربية الفصحى، والتونسية، واللبنانية، والمصرية، بالإضافة إلى لهجات أخرى مثل الإنجليزية باللهجة الفرنسية، والإنجليزية باللهجة الإيطالية.
6) بالإضافة لاتقان اللكنة، ما الصعوبات التي واجهتك في المسلسل؟
لا نستطيع أن نقول أن هناك شيء أصعب من الآخر، فبالإضافة إلى اللكنة، يتطلب هذا الدور الكثير من التركيز العالي على كل مشهد، خاصة وأن المسلسل ينتمي للأعمال الطويلة التي يتطلب التركيز فيها ليس فقط لشهر أو اثنين، بل لأكثر من ذلك، فقد استغرق التصوير أكثر من 8 أشهر من التركيز على مدار اليوم وطول مدة التصوير بنفس الدرجة، كما أن الدور مكتوب بشكل متكامل وبعمق في العلاقات المختلفة بالمحيطين بالشخصية، مثل أمه وزوجته والعمل، ويحمل تنوعاً بين الدراما، والكوميديا، وخفة الدم، والرومانسية.
7) ما رأيك في اتجاه تعريب الأعمال الأجنبية؟ هل تعتبره صيداً للأعمال الجيدة، أم فقر في الإبداع؟
قبل الحديث عن تعريب الأعمال الأجنبية أو الـAdaptation أود أن أنوه إلى نقطة مهمة جدا وهي أن النسخة الأصلية لمسلسل عروس بيروت هي ملك لشركة MBC بالأساس، تم استخدامها في تركيا ولاقت هناك نجاحا كبيرا، والآن يتم تقديمها في العالم العربي بلهجة لبنانية وبممثلين عرب، أما بالنسبة لمقولة أن تعريب عمل أجنبي هو دليل على الفقر في الإبداع فهي مقولة خاطئة لأن العالم العربي ثري بالأعمال الإبداعية الجيدة وبالمؤلفين الخلاقين أصحاب الأفكار الأصيلة، من جهة أخرى الـ Adaptation هو اتجاه عالمي يتم من خلاله إعادة تقديم العمل بشكل يناسب تماما البيئة الجديدة التي يتم عرضه فيها، سواء من حيث اللغة أو العادات والتقاليد أو الأجواء الاجتماعية بشكل عام، فلما لا يحدث ذلك أيضاً في الوطن العربي طالما أن القصة تلائمه، وعلى سبيل المثال في أمريكا تم عمل Adaptation للفيلم الأسباني Open Your Eyes وتحول إلى Vanilla Sky ولاقى هو الآخر نجاحاً كبيراً.
8) هل شاهدت النسخة التركية من المسلسل أم تجاهلتها حتى لا تتأثر بها؟
لا، لم أشاهد النسخة التركية، فأنا أحبذ العمل على أي مشروع من خلال السيناريو المعروض علي وليس من خلال أي نسخ أخرى له، كما أحبذ أيضأ العمل من خلال وجهة نظر المخرج ووجهة نظري أنا الشخصية وخيالي وتصوراتي الخاصة حتى أكون بعيداً عن تأثير أي عمل آخر، فلكل عمل مميزاته ولكل ممثل ترجمته الخاصة للعمل الذي يشارك فيه وللشخصية التي يؤديها، لذا أحب أن تكون لي ترجمتي الشخصية لأي دور أقوم به.
9) أصبح لقبك الآن “جنتلمان الشاشة”، ما تفسيرك لذلك؟ وهل تحب هذا اللقب؟
نعم، سمعت عن هذا اللقب ورأيته متداولاً عند الكثير من الناس، وهذا شيء يشرفني ويسعدني جداً. أي رجل مثلي يسعده أن يقدره الناس ويرون فيه صفات “الجنتلمان”، لكن ما يسعدني أكثر هو أن تنال أعمالي إعجابهم وتقديرهم، ويهمني أيضاً أن يستمتعوا بأدائي في الأدوار المختلفة، فدائما ما أفضل أن أصب تركيزي على العمل وعلى بذل المجهود الأكبر على إتقانه ليصل للناس بشكل لائق، أما الألقاب والأسماء فهي مهمة للجمهور الذي بيده أن يختار منها ما يشاء.
10) ماذا عن أعمالك القادمة؟هل تحضر شيء جديد؟
أعمل الآن على التحضير لبداية تصوير فيلم العنكبوت وفيلم آخر مختلف من نوعية جديدة وفيه تحدٍ جديد بالنسبة لي، كما أعمل على مسلسل عالمي كبير سأشارك فيه قريباً.
يذكر أن مسلسل “عروس بيروت” يتم عرضه على قناة MBC4، بمشاركة كوكبة من الممثلين في مقدمتهم ظافر العابدين، كارمن بصيبص، وتقلا شمعون، وبمقدمة غنائيّة بصوت النجم الفلسطيني محمد عساف، وهو من إنتاج O3 Media التابعة لـ .MBC Studios