كتابة تيا البارود
في مسار الغير اعتيادي كوّنت الفنّانة أنغام كيانها الخاص و المختلف و باختياراتها المفاجئة دائما تكسب الرهان، و في عصر الأغاني المنفردة نجحت أنغام في تحويله إلى عصر الألبوم دون عناء و عند كل ميعاد طرح ألبوم تخطف الأنظار بالمضمون و الأداء و يكون الألبوم الغنائي نقلة نوعيّة لمسارها الفني أولا و للأغنية ثانيا كالحال مع آخر ألبوماتها “حالة خاصة جدا” الذي كانت له رؤية أخرى للأغنية المصريّة.
و بعد مرور أكثر من سنة على إصدار “حالة خاصة جدا” عادت أنغام بألبوم جديد يحمل اسم “مزح” يحمل 15 أغنية مشتركة بكونها جميعها باللهجة الخليجيّة و تختلف في معانيها و نمطها الموسيقي، فيُعتبر هذا الألبوم شامل من كل النواحي و المواضيع فنوّعت بجميع أنواع الغناء بين الدراما و الطرب و البوب الإيقاعي لتكون من الأوائل الذين غنّو هذا اللون باللهجة الخليجيّة في أغنية “لا تستغرب” و بقيت محافظة فيها على الروح الشرقية و دمجتها مع البوب لتنتح أغنية بشكل حديث و جديد كلها طاقة و ايجابيّة و مع كل هذا التجديد في الألبوم لكنها أعادتنا إلى الزمن الجميل خلال أغنية “أناني” الطربيّة بدرجة امتياز.
و باختيار أنغام العدد المناسب في ألبوم مزح استطاعت أن تشمل مواضيع عديدة مختلفة بداخله و حاكتها بطريقة غنائية سلسة فتناول الألبوم مواضيع مثل تكرار الأخطاء و أوجاعه و عتاب الذات، طريق الفرح و البحث عنه، رحلة العشاق، طبيعة العلاقات بمختلف درجاتها و مواضيع عديدة قد تطرح للمرة الأولى بهذه الطريقة الذكية التي رافقها مجموعة فيديوهات تصويرية لكل أغنية تختلف عن الأخرى و تتماشى مع جو الأغنية في إطار ابتكاري بعدسة المخرج عادل جمال.
ذكاء الإختيار و قوّة الأداء و براعته بالإحساس المتمكّن أهم عوامل النجاح في ألبوم “مزح”، و يُصنّف كفاصل تحويلي للأغنية الخليجيّة بمحتواه المختلف و الفريد و الحديث الذي أضافته أنغام على عالم الأغنية الخليجيّة و أيضا يضاف لرصيدها الفني الغني بالنجاح و الإختلاف، و تعاونت خلاله مع شركة روتانا و مع أهم ملحنين و شعراء الخليج منهم سهم و صادق الشاعر و قوس و المستشار تركي آل شيخ و عبد الرحمن بن مساعد و غيرهم، و يحصد الألبوم نجاح منقطع النظير إلكترونيا و رقميا.