انطلاقأ من دور المملكة العربية السعودية الإنساني والريادي تجاه المجتمع الدولي في شتى أنحاء العالم ، واستشعارأ منها بأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، بادرت المملكة الى إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليكون مركزأ دوليأ مخصصأ للأعمال الإغاثية والإنسانية ، دشنت أعماله في مايو من العام 2015 ، بتوجية ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز .
يسعى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن يكون مركزأ رائدأ في تقديم المساعدات الإنسانية وإغاثة المنكوبين وتقديم أفضل الخدمات التنموية والصحية وتوفير الحياة الكريمة للمحتاجين، تحفظ لهم كرامتهم. وتجلّت القيم الإنسانية للمركز في مساعدة المنكوبين من جراء إنفجار مرفأ بيروت والنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينين ، والعمل المستمر على نزع الألغام في اليمن ، ومساندة العائلات التي تضررت في زلزال في سوريا وتركيا والمغرب ومساعدة جميع الشعوب بدون تفرقة في عدد من الدول العربية والدولية .
وقبل أيام، تسببت الفيضانات والسيول القوية من جراء الإعصار “دانيال” بتغيرات كبيرة بالبيئة الطبيعية في مدينة درنة شرقي ليبيا، بعد الدمار الذي طال مناطق ومدن الجبل الأخضر الذي يحوي مناطق أثرية مدرجة من قبل اليونسكو على قائمة التراث العالمي.
مساعدات من مركز الملك سلمان للإغاثة
أبرز ” إعصار دانيال” التراحم الإنساني والتضامن العربي ، لطالما كانت الأحزان والمآسي تعكس الأخلاق الرفيعة التي تواجه الإنسان والمجتمع، وكذلك النداءات التي شكلت دافعأ قويأ بالشعور الإنساني نحو مسؤولية جماعية عميقة. سارع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لمساعدة المنكوبين والذي تعكس مدى التراحم العميق، وتعبر عن روح القيم الإسلامية ذات الطابع الإنساني وتظهر لنا صور النبل الإنساني وروح التكافل.
وفي حديث مع المسعف الليبي محمد الحسين أحد أفراد فرق الإنقاذ الليبية، يقول لـ “جسور” :في بداية الكارثة كان لدينا نقص في الإمدادات الطبية، ونقص في المعدات الطبية ومستلزمات الأطفال، ونقص في المتطوعين وبعد التواصل مع الدول العربية والغربية أرسل بعضهم فرق إنقاذ ومستشفيات متنقلة في محاولة لإنقاذ الناجين وانتشال أكبر عدد من الجثث خوفًا من الأوبئة والأمراض وبدأت فرق إنقاذ برش بلدة درنة بمواد معقمة بهدف السيطرة على الأمراض المحتملة. و يتم يومياً انتشال عشرات الجثث المطمورة تحت أنقاض الأحياء المدمرة أو التي جرفها البحر ودفنها في مشهد مروع. ويمثّل تنظيم الإغاثة تحدياً بسبب الفوضى السياسية السائدة منذ 2011، إذ تدير ليبيا حكومتان، واحدة في طرابلس والأخرى في الشرق ويبدو في مواجهة هول الكارثة أن المعسكرين المتنافسين قد وضعا خلافاتهما جانباً.
جسر جوي إغاثي سعودي
وأضاف المسعف محمد حسين: المملكة العربية السعودية من الدول الأولى التي سارعت لمساعدتنا بالأزمة الإنسانية فتم إرسال فرق مساعدات وكميات إغاثية كبيرة من المملكة العربية السعودية عبر الجسر الجوي لمركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية إلى المناطق المنكوبة،كما وصلت منذ أيام الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة متجهة إلى مطار بنينا الدولي في مدينة بنغازي تحمل المساعدات الغذائية والإيوائية، لتوزيعها على المتضررين من الفيضانات التي شهدتها ليبيا وذلك إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات غذائية وإيوائية للمتضررين من الفيضانات .
القيادة السعودية سارعت لإغاثة ليبيا
وقد أعلن مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية عن مغادرة مطار الملك خالد الدولي بالرياض،الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة متجهة إلى مطار بنينا الدولي في مدينة بنغازي تحمل على متنها 90 طنًا من المساعدات الغذائية والإيوائية، لتوزيعها على المتضررين من الفيضانات التي شهدتها دولة ليبيا الشقيقة، وذلك إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات غذائية وإيوائية للمتضررين من الفيضانات، ويأتي ذلك امتدادًا لدعم المملكة المتواصل للدول الشقيقة والصديقة خلال مختلف الأزمات والمحن التي تمر بها .
ونقلت وكالة “واس”، عن المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة قوله: “إن هذا التوجيه يعد امتدادًا للدعم المتواصل الذي تقدمه الحكومة السعودية، للوقوف مع جميع الدول الشقيقة والصديقة في مختلف الظروف والمحن التي تمر بها “. وأشار الربيعة إلى أن “المساعدات سيقدمها المركز، للشعب الليبي الشقيق بالتنسيق مع الهلال الأحمر الليبي، وعدد من المنظمات الإنسانية الدولية العاملة هناك، لإتاحتها للمتضررين بأقرب وقت ممكن ” .
السلطات الليبية تلجأ إلى البصمة الوراثية
وأفاد المتحدث باسم اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة بحكومة الشرق، محمد الجارح، بارتفاع حصيلة القتلى وأكد استمرار عمليات التعرف على مفقودي كارثة الفيضانات، التي أشار إلى أنها “تتطلب وقتا وإمكانيات”.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أدى إعصار “دانيال” الذي ضرب بشكل خاص مدينة درنة، التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة والمطلة على البحر المتوسط، إلى انهيار سدين مبنيين منذ السبعينيات، والتسبب بفيضانات جرفت كل شيء في طريقها . وقال الجارح في مؤتمر صحفي، عقده بمدينة درنة التي ضربها الإعصار “دانيال”، إن غرفة ولجنة الطوارئ والاستجابة السريعة “بدأت تتخذ بعض الخطوات التنظيمية، لتشكيل قاعدة بيانات، خاصة بمن قضوا وفقدوا حياتهم في الفيضانات والمفقودين الذين تم دفنهم بحيث تسهل عملية مقارنة العينات مع ذويهم وأهلهم “.
ولفت إلى أن البصمة الوراثية (الحمض النووي) لذوي المفقودين “تسهل من التعرف عليهم”، معتبرا أن العملية “تحتاج لتنظيم وتقنيات وخبرات معينة وسيتعين على اللجنة العليا تحديد الاحتياجات وتوجيه نداء للعالم للمساعدة وتسريعها حتى لا تتأخر العملية” .