كتابة بدوان شحميني
هي التي اعتادت على حفلات الاونلاين الناجحة خلال فترة كورونا، وقدّمت ثلاث حفلاتٍ استطاع من خلالها اللبنانيون ان يتخطوا فترة الحجر المنزلي المملّة، مايا دياب الان أمام موقف جديد، ان تساعد مواطنيها ان يتخطّوا الألم وليس الملل.
من منّا تخطّى لحظة الساعة السادسة والسبع دقائق؟ هذا الوقت الذي حوّلته دياب الى مسرح اعتلته كي تغنّي، وتصلّي، وتحيي ذكرى الاربعين يومًا لـ”جريمة بيروت” كما تسمّيها.
اختارت مايا دياب هذه المرّة ان تكون اطلالتها حزينة كقلبها، فأطلّت باللون الأسود والأبيض وباطلالة كلاسيكية، كما ووضعت أرشيفها الغنائي الناجح جانبًا، لتغني، استثنائيًا، اللون الوطني “الثوري” الحزين، والمليء بالأمل.
فقدّمت فيروز “احكيلي احكيلي”، كما غنّت ماجدة الرومي “عم بحلمك يا لبنان”، وغنّت “غابت شمس الحق” و”انا بتنفس حرية” لجوليا بطرس والعديد من الاغاني الوطنية كـ “لمعت أبواق الثورة، من قلبي سلامٌ لبيروت” وغيرها.
ختمت دياب كعادتها بطريقة مبتكرة، مقدمةً أغنية “بتتلج الدني” مع مجموعة من الأطفال من بينهم ابنتها “كاي” التي غنّت مقطعًا من الاغنية الى جانب باقي الاطفال الذين ارتدوا اللون الأبيض رهنًا من دياب على أنّهم أمل المستقبل وهذا ما قالته خلال كلمة ختامها:”وبيبقى الأمل بس، بالاطفال”.
الحفل وان كان وطنيًا بامتياز، ولكن لا نستطيع ان نتخطّى الحرفية والضخامة بالتصوير والتنظيم، وهذا ليس غريبًا عن دياب المهووسة بالتفاصيل، وربما هذا هو سرّ نجاحها.
