عندما نتطرق إلى فندق بارون فنحن بصدد الحديث عن أقدم فندق ما زال يعمل في سوريا. يقع الفندق على شارع بارون في حي العزيزية في حلب.
اتت فكرة بناء فندق فاخر في حلب في نهاية القرن التاسع عشر. ففي حوالي عام 1870 كانت سيدة من عائلة مظلوميان قادمة من أرمينيا في طريقها نحو القدس من أجل الحجّ, واثناء مرورها بحلب, والتي كانت في ذلك الوقت مركز تجاري هام, لاحظت عدم توفر أماكن مريحة للأوروبيين الذين يقضون في قوافل تقليدية. وهنا قررت بناء مقر إقامة عصري في حلب وكانت النتيجة فندق آرارات والذي كان أول فندق في المنطقة في نهاية القرن 19.
بعد سنوات قليلة وقبل الحرب العالمية الأولى, قام الأخوان أونيك وآرميناك مظلوميان بتوسيع مشروعهم التجاري من خلال إنشاء فندق بارون الجديد. في عام 1909, قاموا ببناء الطابق الأول بين الحدائق التي كانت على مشارف حلب القديمة. أضافوا الطابق الثاني في عام 1911 والثالث في عام 1940.
خلال الانتداب الفرنسي تم تسمية الشارع الذي بني فيه فندق بارون باسم هينري كورو. بعد استقلال سوريا 1946, قررت الحكومة اعادة تسمية الشارع باسم “بارون” بسبب شهرة الفندق وأهميته.
في نوفمبر 2014 اضطر الفندق لإغلاق أبوابه نتيجة الحرب السورية التي احكمت قبضتها على مدينة حلب. كان الفندق على بعد أمتار من الخط الأمامي الفاصل بين القوات الحكومية والمسلحين. لبعض الوقت استأنف الفندق عمله على الرغم من خطورة ظروف الحرب. وقد بقي مفتوحاً لاحتواء النازحين الذين قدموا من الريف. ما زال فندق بارون قائماً إلى أنه تعرض لأضرار ناجمة عن الحرب من قنص وقذائف هاون. مازال مصير القطع الأثرية التاريخية داخل الفندق مجهولا ومنها ميزان حرارة من نوع Stephens 1917 عليه نقش فرنسي.
ضيوف الفندق:
حتى الحرب العالمية الثانية وخلال الانتداب الفرنسي, معظم النزلاء كانوا بريطانيين وفرنسيين وألمان حيث استقبل العديد من المشاهير والأحداث وخطط به القادة العسكريين في الحرب العالمية الأولى والثانية وعقدت فيه المؤتمرات وفكر في زواياه المفكرين والقاده وغنى في قاعاته كبار المغنين والمغنيات واحتفل ورقص فيه ملوك وملكات وامراء ونبلاء أوروبا.
ابرز النزلاء:
لورانس العرب – الملك فيصل والذي اعلن استقلال سوريا من شرفة الفندق – آجاثا كريستي – شارل ديغول – ولي العهد السويدي غوستاف السادس أدولف – جمال عبد الناصر – الرئيس الراحل حافظ الأسد (عندما كان وزيراً للدفاع) – الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (مؤسس الإمارات العربية المتحدة) – سعد الله الجابري – إبراهيم هنانو – فارس الخوري – نوري السعيد – شاه إيران – الجنرال الألماني ليمان فون ساندرز – الملياردير الأمريكي ديفيد روكفلير – تيودور روزفلت – كمال آتاتورك – لويزا مونتباتن – شارلز ليندبيرغ – يوري كاكارين وغيرهم.
اعداد صفحة أرمن سوريا