بقلم: زاريه باريكيان – خاص أوروميديا
في زمن التحوّلات الكبرى، وفي قلب المشهد الإعلامي العربي المتسارع، يسطع اسم الدكتور علي جابر كأحد أبرز القادة الذين أعادوا رسم خارطة الإعلام العربي، ليس فقط بقراراتهم الاستراتيجية، بل برؤيتهم الإنسانية، وجرأتهم الفكرية، وإيمانهم العميق بالإعلام كأداة للتغيير والتنوير.
من بيروت إلى دبي… مسيرة إعلامي استثنائي
ولد علي جابر في بيروت، وتدرّج في مسيرته الأكاديمية والمهنية بثبات وثقة. شغل منصب عميد كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية في دبي، وكان من المؤسسين لبرامج أكاديمية متطورة خرّجت نخبة من الإعلاميين العرب الجدد.
في عام 2011، تولّى منصب المدير العام لقنوات مجموعة MBC، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته. لم يكن مجرد مدير، بل كان رائد رؤية، قاد عملية تطوير شاملة لمحتوى المجموعة، من الترفيه إلى الدراما، ومن الإبداع التقني إلى الاستثمار في العقول.
بصمة لا تُمحى في الشاشة العربية
تحت إدارته، انطلقت برامج ضخمة مثل “Arabs Got Talent” الذي عرفه الجمهور من خلاله كعضو لجنة تحكيم، وصاحب نظرة نقدية راقية تركت أثرًا في المتابعين والمواهب على حد سواء.
كما ساهم في دعم الإنتاج الدرامي العربي، فشهدنا في عهده أعمالًا رفيعة المستوى تجاوزت الحدود المحلية، وارتقت بذائقة المشاهد العربي. دعمه للمواهب، وتمسكه بحرية التعبير، جعلاه صوتًا مسموعًا ليس فقط في أروقة القنوات، بل أيضًا في المؤتمرات الدولية والحوارات الفكرية.
رجل الإعلام والرؤية
يرى علي جابر أن الإعلام ليس مجرد مهنة، بل مسؤولية ورسالة. في أكثر من مناسبة، دعا إلى إعلام عربي مستقل، مسؤول، وحر، يُعبّر عن نبض الشعوب، ويواكب التطور التكنولوجي الهائل دون أن يفقد روحه الأصيلة.
وفي وقتٍ يعاني فيه الإعلام العربي من تحديات كبرى، يواصل الدكتور جابر أداء دوره كحارس للتوازن بين المضمون الراقي والجاذبية الجماهيرية، بين التقاليد والتجديد، بين المهنية والجرأة.
ختامًا…
إن الحديث عن علي جابر هو حديث عن الريادة بعينها، عن رجل قرأ المستقبل، وسعى لأن يكون جزءًا فاعلًا في صنعه. في مؤسسة أوروميديا، نعتبر هذا التكريم المهني أقل ما يمكن تقديمه لشخصية ساهمت في إعادة تشكيل هوية الإعلام العربي، ودفعت به خطوات كبيرة نحو العالمية.