“خلال عشاء جمعني به حدثني أن افضل صديق في السياسية بالنسبة له هو من يستطيع حفظ الأسرار، وأن افضل صديق كان له في السياسية هو المرحوم الحسن الثاني “هكذا وصف المناضل عبد الرحمان اليوسفي الملك الحسن الثاني للصحفي حميد برادة بحسب ما جاء على لسان هذا الأخير في مقابلة مع “جون افريك” منشورة في الموقع الالكتروني للمجلة بتاريخ 29 ماي 2020 بقلم فهد العراقي …
الصحفي حميد برادة والذي كانت تربطه علاقة استثنائية مع المرحوم عبد الرحمان اليوسفي ينقل أيضا عن الراحل كلمة قد تفاجئ الكثيرين ولكن لها معاني عميقة ودقيقة وهي أن من بين أكثر الناس الذين وقفوا بجانبه بالإضافة إلى أقطاب الحركة الوطنية وجهابذة مناضلي الحركات اليسارية عبد الله ابراهيم، والمحجوب بن الصديق، ومحمد البصري، وعبد الرحيم بوعبيد، والمهدي بنبركة ، بالاضافة الى كل هؤلاء الملك الراحل الحسن الثاني وهذا ما يفسر أيضا طبيعة العلاقة الفريدة من نوعها التي كانت تربط عبد الرحمان اليوسفي مع القصر،علاقة مودة واحترام.
ما تم الحديث عنه يبين بوضوح أن الرجل كان شخصية استثنائية بكل المقاييس. بالتأكيد لم يكن خاليا من الاخطاء، ولكن الدخول الى المعترك السياسي والخروج منه وفي جعبتك أصدقاء اكثر من أعداء، أمر لايتأتى للجميع، وهذا ماتمثل في عبد الرحمان اليوسفي. فقد احترمه الخصوم قبل الحلفاء، وأجمع على نبل اخلاقه السياسية كل من عرفه، تلك الاخلاق التي لاتجتمع مع السياسة الا لماما.
عندما وصلني خبر وفاة الزعيم عبد الرحمان اليوسفي تذكرت ما قاله نستون تشرشل أحد أبرز القادة السياسيين البريطانيبن “رأيت وأنا أسير في أحد المقابر ضريحا كتب على شاهده هنا يرقد الزعيم السياسي والرجل الصادق، فتعجبت كيف يدفن الاثنان في قبر واحد” هو امر صعب لما عرف عن السياسة من قلة المبادئ والاندحار نحو الهاوية، ولكنه ايضا ليس بالامر المستحيل، لان هناك نماذجا تشرف العمل السياسي سيان اتفقنا او اختلفنا معها. واظن ان عبد الرحمان اليوسفي من هذه الطينة من السياسيين.