تيا البارود
ملف فني مهم و غني بالتنوع يحمل طابع موهبة و أداء لافت للفنانة عائشة بن أحمد، موجّهة مقود سيرها عكس التيار بعيدا عن الانجرافات التكرارية و النمطية فنجت من فخ التكرار و نجحت بالاختلاف و كسرت الصورة النمطية للمعتاد في الادوار المركبة بمختلف تشابكاتها.
فتمردت عائشة بن أحمد هذه المرة على الشخصيات الهادئة لتأخذ بها لمنطقتها و تطرحها بشرح ادائي جعل المُشاهد يستقبلها و يتقبلها بسلبياتها و ايجابياتها و كمن تفسير دوافع أفعالها بالإيقاعات الصوتية و اللفظية و الحركية التي ركّزت عليها عائشة لتحديد إطار الشخصية الرئيسي المرئي.
على تدرّج معيّن تماشت شخصيّة أمينة في التلوّن الدرامي فكانت حبل الوصل و الفصل في الوقت نفسه و البعد و القرب على نفس الوتيرة من دون ظهور الاختلاف بشكل سطحي بسبب تردّدها الدائم و التوتر المتربّص بها في جميع الأوقات و حملت الشخصية جانبين الأول يبدو ظاهريا و الثاني باطني نقلته عائشة باللغة البصرية التعبيرية التي حوّلت كل ما تشعر به الشخصية داخليا يظهر بصورة دقيقة خارجيا.
سيطر الغموض شخصية أمينة فعصفت بهدوء أسرارها، تارة يراها المُشاهد الجانب الخيري في الاحداث و تارة تظهر بالجانب الآخر لتشتيت السياق و تعقيده أكثر و دلّت عليه عائشة بالتعبير الذاتي عن الشخصية و رمّمت مضمونها بفرض انطباع الشخصية الازدواجية.