بقلم: زاريه باريكيان
يُعد الإعلامي اللبناني طوني خليفة من أبرز الأسماء التي صنعت حضورًا لافتًا في المشهد الإعلامي العربي خلال العقود الأخيرة، بفضل أسلوبه المتفرّد، وجرأته في الطرح، وتنوّع المواضيع التي تناولها عبر مسيرته الطويلة.
بدأت رحلة طوني خليفة المهنية في لبنان، وسرعان ما امتد تأثيره إلى العالم العربي من خلال شاشات عدّة، أبرزها “LBCI”، “MTV”، و”القاهرة والناس”، حيث قدّم برامج ذات طابع حواري، اجتماعي، وتحقيقي، عالجت قضايا آنية وملفّات حساسة.
تميّز خليفة بقدرته على الجمع بين الجدية والإنسانية، فكان يطرح الملفات الاجتماعية بأسلوب مهني بعيد عن الابتذال، معتمداً على إعداد دقيق ومتابعة حثيثة لما يُعرض في برامجه، ما أكسبه ثقة شريحة واسعة من الجمهور العربي.
من أبرز برامجه: “لمن يجرؤ فقط”، “وحش الشاشة”، “حصلت قبل كده”، “أجرأ الكلام”، و”طوني خليفة”، وهي أعمال تنوعت في مضامينها لكنها اشتركت في الجرأة، والصدق، وتقديم محتوى إعلامي يحترم المشاهد.
حاز خلال مسيرته على عدّة تكريمات وجوائز عربية تقديرًا لإسهاماته الإعلامية، وكان له دورٌ بارز في إحداث نقلة نوعية في البرامج الحوارية والتحقيقية، عبر خلق توازن بين المهنية والإثارة دون المساس بالقيم الإعلامية الأساسية.
كما يُعرف طوني خليفة بمناصرته لقضايا الناس، وتسليطه الضوء على معاناتهم من خلال الشاشة، مما جعله من الإعلاميين القلائل الذين دمجوا بين دور الصحفي والناشط المجتمعي.
تستمر مسيرة طوني خليفة كمرآة صادقة للواقع، ونموذج للإعلامي الذي يواكب العصر دون أن يفقد هويته. وهو ما يضعه في مصاف الأسماء التي ساهمت في تطوير الإعلام العربي على مدى سنوات.