المغرب – أمل الهواري
طائفة أهل التوات التي تعرف بها مدينة وزان، هي مجموعة غنائية تتميز بنكران الذات للفرد أو قائد الفرقة والانصهار داخل المجموعة الغنائية، تراث تعرف به المنطقة يقوم على انواع من السماع والمديح والذكر ممزوج بأنغام تأخذ السامع الى عالم يكاد يقترب من التصوف بفضل الاذكار ومدح الرسول.
هي ظاهرة ضمن عدة مجموعات غنائية معروفة بالمغرب، كالطائفة العيساوية المعروفة بوسط المغرب كمكناس وفاس، أوالكناوية المنحدرة من جنوب المغرب وخاصة مدينة الصويرة ، والتي ينفرد بها المغرب دون باقي دول الوطن العربي، تتنوع بتنوع المناطق بالمغرب من شماله الى جنوبه، وتختلف ايقاعاتها وتتشابه في نفس الوقت، طوائف ذات ايقاعات رائعة وصعبة في نفس الآن. تقوم على المدح والغزل والحماسة.
تحضى هذه الطوائف الغنائية بإقبال كبير لدى كل الشرائح الاجتماعية بالمغرب وكذا كل الاعمار، وقد عمل بعد روادها على تطويرها ونقلها من المغرب الى خارجه، ليصل صوتها الى العديد من الدول الأوروبية ، ومن بين هولاء الرواد نذكر النجمين المتألقين في سماء التراث الوزاني الأصيل : رئيس الفرقة زهير الرباطي و النجم المعروف باللحيسة بالإضافة إلى باقي أعضاء الفرقة الموسيقية، هذا الفولكلور الوزاني الذي يطلق عليه اسم أهل التوات، حتى اصبحت اعراس وزان والمدن المغرب تكاد لاتخلو من الدقة الوزانية.
تقاليد صوفية وممارسات شعبية متجدرة يختلط فيها الإيمان مع الطموح إلى إظهار صفات الشجاعة وقهر الطبيعة، والطموح إلى التعامل مع أرواح العالم غير المرئي. وإذ كان كل هذا يعتبر شيئا أصيلا في عالم السياحة الثقافية بوزان، فإنه أكسب وزان مورثا ثقافيا كبيرا، و شهرة شعبية واسعة لفرق الطائفة العيساوية، وجعل بعضها يبحث عن الإنصهار الروحي مع الانغام والايقاعات والبحث عن التخلص من مشاغل الحياة اليومية، عبر الموسيقى والسماع والمديح.