رأى رئيس مجلس إدارة شركة “صبّاح للإعلام” ونائب رئيس نقابة مُنتجي ومُوزّعي ومُستوردي الأشرطة السينمائيّة والتلفزيونيّة في لبنان صادق الصبّاح أنّ السينما سلاح مؤثّر إستخدمه العدوّ الصهيونيّ لغزو مُجتمعاتنا والتأثير في ثقاقاتنا وتزوير تاريخنا.
كلمة الصبّاح جاءت خلال مؤتمر صحفيّ عقده أصحاب دور العرض ومُوزّعي الأفلام السينمائيّة من أجل دعم القطاع السينمائيّ لما لهذا القطاع من أهميّة وتأثير على الإقتصاد اللبنانيّ ومناقشة ومنع عرض فيلم “The Post” في لبنان.
عُقد المؤتمر بحضور مُديرعام “إيطاليا فيلم” كارلو فنشنتي” ورئيس مجلس إدارة شركة “سينما سيتي”حمّاد أتاسي ونائب رئيس شركة “أمبير إنترناشيونال” ماريو جونيور حدّاد ومُستشار نقابة مُنتجي ومُوزّعي ومُستوردي الأشرطة السينمائيّة والتلفزيونيّة في لبنان سليم حدّاد وحشد من أهل الصحافة والإعلام.
بعد النشيد الوطني، رحّبت المُستشارة الإعلاميّة لشركة “صبّاح للإعلام” إليان الحاج بالحضور، وشدّدت أنّ المؤتمر عُقد لنقاش منع عرض فيلم “The Post” من منظور فنيّ سينمائيّ وإقتصاديّ بحت.
إستهلّ المُنتج صادق الصبّاح كلمته بأنّ اللقاء عقد لإلقاء الضوء على مسألة المُطالبة بمنع فيلم
“The Post” في لبنان ، مُشيراً أنّ النقاش سيدور من مُنطلق إقتصاديّ وفنيّ بعيداً عن أيّ آراء سياسيّة لأنّ المعنيّين ،وهم رجال أعمال ومُنتجين فنيّين، ليسوا مُخوّلين للحديث من مُنطلق سياسيّ.
وأكّد الصبّاح:” أنّ فيلم “The Post”يروي قصّة ناشرة صُحف تتعاون مع مُحرّر لنشر وثائق سريّة في عهد ريتشارد نيكسون والوثائق هي لمُمارسات الولايات المتّحدة في حرب فييتنام .
و أضاف:” أنّ مضمونه كما قال وزير الداخليّة اللبنانيّ يتعلّق حصراً بحرب فييتنام ولا علاقة له بالنزاع مع العدوّ الإسرائيلي”.
وأردف :”لا شكّ أنّ السينما هي سلاح مؤثرٌ سرعان ما إستخدمه اللوبي الصُهيونيّ أو غيره من المُروّجين للعنف والقتل لغزو مُجتمعاتنا والتأثير في ثقافتنا وتزوير تاريخنا. ووضعوا كلّ طاقتهم في هذا المجال لخدمة أهدافهم فقدّموا آلاف الأفلام التي تضمّنت رموزاً ورسائل تخدم خططهم ومشاريعهم”.
وإعتبر أنّ حدود الموضوع المطروح هنا وحيثيّاته لا تتعلّق بهذا الأمر، ففيلم “The Post” صُنّف أفضل فيلم عن معركة الصحافة ضدّ السلطة، في وقت تواجه الصحافة في الولايات المتحدة الأميركيّة هجوماً وتُوصف بالكاذبة.
وشدّد على إنّ مُقاومتنا لإسرائيل وللتطبيع تتطلّب لغة جديدة مبنيّة على الوعي.
و أردف : “هنا أسأل هل إستخدام لقاح شلل الأطفال أو إعتماد علاج غسيل الكلى أو دواء اللوكيميا “سرطان الدم” هو تطبيع؟؟؟ أمور كثيرة تدخل في يوميّاتنا نستخدمها ولا نعرف تاريخها ؟؟ ولا نعرف أنّ براءة إختراعها مُسجلّة بأسماء يهوديّة.”
و أكّد على ضرورة رفض التطبيع بوعي وإدراك ومسؤوليّة، مُشيراً أنّ “لدينا من القدرة على المُقاومة الثقافيّة والفكريّة ومعرفتنا لتاريخنا ما يكفي لمُقاومة إسرائيل وهزيمتها”.
و أشار لو أنّ فيلم “The Post” مُوقّعاً بإسم شركة إنتاج إسرائيليّة أو مُخرجه إسرائيليّ الجنسيّة أو يحمل رسالة مُباشرة أو غير مُباشرة تدعو للتطبيع أو لأيّ موضوع يُشكّل خطراً على مُجتمعنا لكنّا أوّل من دعم إيقافه.
وختم: ” من واجبنا اليوم وضمن إطار إحترام القانون، دعم قطاعاتنا الفنيّة لتبقى ثقافة الحريّة رمزاً للبنان و ليبقى هذا القطاع أحد أعمدة الإقتصاد اللبنانيّ الأساسيّة. ولأنّ الفن هو إبن الوعي، فالحريّة في الفنّ لن تكون يوماً دعوة للرضوخ لسياسة التطبيع”.
وخلال النقاش سُجّلت العديد من المواقف، وشدّد الصباح أكثر من مرّة على إحترام المقاومة وشهدائها واعتبر أنّها كانت سياجاً إلى جانب الجيش اللبنانيّ في معركتنا ضدّ إسرائيل، كما شدّد على إحترام القوانين اللبنانيّة التي يعمل الكلّ تحت مظلّتها.
وذكّر الحضور بأنّ عرض فيلم “مولانا” منذ بضعة أشهر تطلّب زيارة مُفتي الجمهوريّة اللبنانيّة وهذا ما حصل لسماح عرضه والمُوافقة على حذف خمسة دقائق بدلاً من حذف 45 دقيقة، مُشدّداً على ضرورة النقاش والتفاهم للتوصّل إلى الحلول الناجحة.
وردّاً على سؤال أكّد أنّه لا إعتراض على مسألة المقاطعة ولكن منع عرض الأفلام يُكبّد أطراف عدّة الكثير من الخسائر الماديّة والأمر ينعكس سلباً على الإقتصاد اللبنانيّ، خاصةً وأنّ الأفلام الأجنبيّة يجري دفع حقوق عرضها مُسبقاً.
كما رأى مُديرعام “إيطاليا فيلم” كارلو فنشنتي أنّ الفيلم عُرض في 12 بلد عربيّ والدولة وافقت على عرضه والمُطالبة بمنع العرض يجب أن يكون مدروساً ويجب مُناقشة مسائل عدّة قبل إتخاذ هذا القرار وسط إنتشار القرصنة الإلكترونيّة وإمكانيّة الحصول على أيّ فيلم على أقراص مُدمجة أو من خلال مواقع إلكترونيّة، فالمُمانعة الشرعيّة لا تكفي ولا تكبّد الخسائر سوى للبنان وشركاته ما ينعكس سلباً على إقتصاده.
وردّاً على سؤال عن إثارة موضوع مُقاطعة أفلام المُخرج ستيفن سبيلبرغ الآن على الرغم من أن سبق وعُرض ما يُقارب 23 فيلماً لهذا المُخرج إنتاجاً أو إخراجاً تحديداً في لبنان بعد حرب العام 2006 بحجة أنّ لربما من يطالبوا بعدم عرضه كانوا مخطئين واليوم يُصحّحون الخطأ بطلبهم منعه، أجاب كارلو فنشنتي أنّ المُتضرّر الوحيد هو اللبنانيّ، لأنّ بطاقة السينما يتوزّع ربحها على المُوزّعين وأصحاب صالات السينما وعلى الدولة اللبنانيّة( وزارة الماليّة والبلديّات)، فلا ربح ماديّ لأشخاص غير لبنانيّين من عرض الأفلام الأجنبيّة، بخاصّة أنّ الفيلم يتمّ دفع مُستحقّاته من مدّة طويلة لتسليمه للشركات اللبنانيّة.
وحول تردّد صنّاع السينما بشراء أفلام المُخرج ستيفن سبيلبرغ أجاب ماريو جونيور حدّاد أنّ الأمر لا يتوقّف عند المُخرج سبيلبرغ بل يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، مُشيراً أنّ دولة أميركا تدعم إسرائيل مادياً، فهل يمتنع اللبنانيّين عن الذهاب إلى أميركا؟!
وإنتهى اللقاء الذي شارك فيه عدد من الإعلاميّين أضف إلى المُخرج فيليب عرقتنجي ومُمثلين عن شركة “Warner Brothers” بأمنيات أن يتمّ النقاش بين الأطراف المعنيّة من أجل التوصّل لحلّ منطقيّ ويُرضي الأطراف كافّة.