تقرير: بدوان شحميني
في مدينة لا تعرف المستحيل، وتدور أيامها على إيقاع السرعة والتجدد، تبرز شخصيات صنعت من دبي أكثر من مجرد مدينة، بل مساحة ملهمة للفرص والنجاحات. من بين هذه الأسماء، تلمع زينة خوري، سيدة الأعمال والإعلامية اللبنانية المقيمة في دبي، والتي استطاعت أن تصنع لنفسها هوية فريدة تمزج بين بريق الإعلام وحكمة الأعمال.
زينة خوري ليست فقط واحدة من الوجوه الأيقونية في برنامج “دبي بلينغ” الذي استقطب أنظار الملايين حول العالم، بل هي قصة نجاح مكتملة الأركان في مجال العقارات، وصاحبة براند محليةوصلت للعالمية حيث تتولى إدارة شركتها الخاصة I Am The Company للملابس.
الريادة خلف الكواليس… قصة نجاح أبعد من الأضواء
ورغم أن حضور زينة الطاغي أمام الكاميرات منحها شعبية كبيرة وجعلها من أكثر الشخصيات شهرة وتأثيراً في دبي، إلا أن ما لا يعرفه كثيرون هو أن قصة نجاحها بدأت بعيداً عن الأضواء. فقد بدأت زينة خوري مسيرتها في عالم الأعمال من الصفر، مثقلة بالشغف، والإصرار، والعزيمة اللبنانية الأصيلة التي لا تستسلم للظروف.
في عالم العقارات الذي تحكمه الأرقام، الصفقات، والمنافسة المحتدمة، برعت زينة في إعادة صياغة صورة سيدة الأعمال العربية، لتظهرها بهوية مختلفة: قوية ولكن أنيقة، ذكية ولكن قريبة من الناس، احترافية ولكن بقلب نابض بالحياة.
استشاراتها العقارية لم تكن مجرد منصة عقارية تقليدية، بل جسّدت تطوراً في كيفية تقديم الخدمات العقارية بلمسة شخصية، حيث تحرص زينة على أن يكون كل مشروع تتعامل معه يحمل بصمتها الخاصة، من التفاصيل الدقيقة إلى الصورة النهائية.
التأثير الرقمي… كيف صنعت زينة خوري علامة من شخصيتها؟
بعيداً عن مكاتب الاجتماعات وصفقات الملايين، أدركت زينة أن التواجد الرقمي هو جزء لا يتجزأ من هوية القائد العصري. لذلك، استثمرت حضورها القوي عبر السوشال ميديا لتبني مجتمعاً من المتابعين الذين يجدون فيها مصدر إلهام، ليس فقط على صعيد الموضة وأسلوب الحياة الراقي، بل كصوت نسائي يدعو للاستقلالية والطموح ويشجع المرأة العربية على اقتحام عوالم الأعمال بشجاعة.
وما يجعل حضور زينة مميزاً هو أنها لم تسجن نفسها في قوالب النمطية الباردة لسيدات الأعمال، بل عرفت كيف تضفي روحاً مرحة وعفوية جعلت منها أقرب ما يكون للناس. وهنا تحديداً ولدت أيقونة ترندها الشهير “ظرافة hush hush”، تلك العبارة التي أطلقتها بطريقتها الخاصة، والتي أصبحت علامة ثقافية بحد ذاتها، تستخدم اليوم للتعبير عن المواقف الدفاعية.
زينة خوري… الصورة الجديدة للمرأة القيادية في دبي
حين نتحدث عن زينة خوري، نحن لا نصف فقط امرأة ناجحة في مجال العقارات أو نجمة تلفزيونية، بل نصف نموذجاً جديداً للمرأة العربية القيادية، التي تعرف كيف توازن بين شخصيتها الجذابة، وعقلها الحاد، وقلبها المنفتح على كل جديد.
زينة تمثل الجيل الجديد من السيدات اللواتي يكسرن الصور النمطية، ويقدمن رؤية مختلفة عن القوة الناعمة للمرأة في مجتمع الأعمال. وهي اليوم تعتبر من أهم الوجوه التي تشكل مرآة حقيقية لدبي كعاصمة للأحلام، حيث تتقاطع الفخامة مع الابتكار، والأناقة مع الاحتراف.
زينة خوري أثبتت أن النجاح لا يحتاج فقط إلى خطة عمل صلبة، بل يحتاج أيضاً إلى جرأة، حيوية، وشيء من الظرافة الذكية التي تفتح لك الأبواب المغلقة وتقرّبك من القلوب قبل الصفقات.
فهي اليوم لا تكتفي بإدارة شركتها، بل تدير أيضاً صورة جديدة لسيدة الأعمال اللبنانية والعربية العصرية، التي تمشي بثقة بين الطموح الشخصي والتأثير الاجتماعي، وتعرف متى تقول “hush hush” ومتى تقولها بصوت عالٍ: أنا هنا… أنا الشركة… I Am The Company.
