تيا البارود
قدرة تبنّي الشخصيّة والمقدرة على إطلاق عنفوانها منذ المشهد الأول، القاعدة الوصفيّة لرانيا منصور بدور “ليلى”، دوّنت رانيا الشخصية بتقسيمات بواعثها ودوافعها كما يكتب شعراء النثر قصائدهم، فالنص انثنى تحت نعت توقُّد النار الداخلية بالهواء الخارجي ومن هنا بدأت رانيا منصور الإبلاغ عن “ليلى”.
لم تخفى شاردة أو واردة على رانيا لتقديم شخصيّة “ليلى” بدءً من الحوار الداخلي المستور بين التوجّسات إلى الانفعالات المحقونة بالحضور اللغوي وصولا للرغبات المفعمة بالإصرار، فجميعها كوّنت “ليلى” الغريقة في سواد الحي متمسّكة بقشّة العبور للأعلى.
خطت “ليلى” على مدرّج يبيّن درجات الظلم والظلام في المناطق فأخذت الشخصية ممريّن الأول أنانيّة النفس والثاني نيل الحق، لذا وصفت رانيا الحالة والفئة، حالة شخصيّة “ليلى” والفئة العامة من المجتمع على حد سواء، وصفت الشعور بالإغتراب وسط مجتمعك على كفّة وحاسة الإنتقام في الكفّة الأخرى، فاهتمّت رانيا بالكشف عن حالة “ليلى” الإجتماعيّة والموقف النفسي الموازي لها بفصاحة الشعور بأنين القهر وتجاوزه عبر وتيرة الأداء وجميع الكلمات والحركات خاضعة لإيقاع مسيطر ومسطَّر لتباشر في مخاطبة المرهوب بالمرغوب بعدم الإكتراث للعواقب فكلّها تحوّلها للسليمة وتضيفها لدوافعها حتى تبلغ مبتغاها وهو ما زوَّد قوة “ليلى” لا جدار يمنعها ولا حفرة توقعها، تستمد اصرارها مع كل موقف فالوصول للغايات موقفها الأول والأخير.
باختزان الإيقاعات النمطيّة للفتاة الشعبيّة والإفراج عن الحيثيّة المؤسلبة التي صبّت في نهر البساطة بعيدا عن التبسيط، فقوّة “ليلى” لم تحتجر في كيانها فقط بل في جمالها أيضا فخُصِّص لها وصف وهو “بنت الجن” الذي أفاد بِنُدرة وجود مثيل له ومعدوميّة العثور على مشابه له.
