تيا البارود
عندما يحمل الممثل على عاتقه مهمّة تحقيق هدف فنّي محدّد ليدلي بكامل مصداقيّة أدواته التعبيريّة وهو ما تسير دينا فؤاد وفقا لنهجه فهي تقتصد في كل دور تيسير الوصول الأسرع لإنجاز هدف الشخصيّة بدقّة الحركة وفحصها الشامل للحالة الخارجيّة والداخليّة للشخصية وبإدراك كامل لعاطفتها ومشاعرها، فانتقت هذه المرة خماسية “ماريونيت” من سلسلة “ورا كل باب” ظاهريّا روتينية بأسلوب الحداثة ومعاصرة للوقت الحالي.
الرمزيّة التعبيريّة لها الحصّة الأكبر في دور “مروة”، أدرجتها دينا فؤاد باستجابات حادّة رفقة التناسق الكلّي، تزامنا مع انتشار ظواهر اجتماعية عبر مواقع التواصل أخذت دينا ركن منها لتبيِّن الهالات السلبية التي اقتحمتها وتفتح موضوعا للنقاش فيها عبر شخصية “مروة”.
لم تعتمد دينا على سرد الشخصية كما يشاع عادة بل تناولت موضوعها على مهل كالعزف على آلة العود متأنيّة في وصف حالتها وروتينها لتصدِّرها بشكل نغمات تعبِّر عن فوضى مشاعرها بمراحل مختلفة ووجهات نظر مزدوجة تحت لغة الإرباك والإرتباك والسبب تدريجي ونتيجة حاصل عن مساومة النفس مع سعادتها.
الإنصياع خلف قرارات الغير والاصغاء دون معرفة فخ وقعت فيه “مروة” خلال رحلتها باحثة عن الطمأنينة والأمان والحريّة النفسيّة الذاتيّة لفك القيود التي التفّت حولها سبَّبها الإرهاق الروتيني الناتج عن الاستشعار بالإهمال من قِبل زوجها والفرار من المواجهة الذي أدّى لحدوث شرخ في علاقتها الأسريّة فتعلّقت بين خيطين الحقيقة والوهم كلاهما في آن واحد كل منهم يحرِّض على الثاني.