تيا البارود
ما تعقّبت أدوار درة بأدائها للشخصيات واحدة تلو الأخرى إلا ووجدتها مُدركة بتيقّن لخطتها في تجسيدها ومحتوية يقينا بليغا لتعاليم فن الممثل لتقدّم التطبيق النموذجي لها.
في فيلم “الكاهن” درة بمعطف السلطة الرابعة المستقصية عن ما ورائيات السلطة المتحكمة “الصحافية النخبوية” بمعنى أدق مقرّ الحقيقة والكاشف المدوّي للوقائع والنقطة الجارّة للبداية إلى حين النهاية، مهنيّا الكاتبة لعنوان التحرّي والباحثة خلال أوراق كتاب اللغز أما إنسانيّا فتحلّت بمتّسع من العواطف في مضيق الضغوط، بينما نفسيا فهي تحاول الهرولة إلى الطمأنينة قبل الغروس في تربتها.
إجتمع الحوار الإنفعالي مع الثبات بمركز الحدث في “فيروز” لأن الإستقرار في حياتها على بُعد مسافة تعبرها بقنطار من الجهد فاستطاعت درة قلب الوجهين كل مرة على كفّ إحداها البوح بالإنفعال من دون اللجوء إلى الحوار والأخرى تطويع كامل لنبرة صوتها بإنسيابيّة ملائمة للشعور والحدث بشموخ طاقتها الوجدانيّة الناتجة عن خوضها جملة من الصراعات المُهلِكة ذهنيّا وبدنيّا.
على مقامات الإرتباك تبدّلت إيقاعات “فيروز” وارتفعت مع تواتر الأحداث، شعور الفقدان بأنين كسرته ورحلة مضاعفاته ويقين الإصرار للوصول إلى إنجاز بالتنقيب المكثّف عن الحقائق هما الشِّباك المُستقطبة من خلالهم درة الإستجابة العاطفيّة والتحفيزيّة والتشجيعيّة من المُشاهِد.