كتابة تيا رائد البارود
برعت النّجمة سيرين عبد النور في الوسط الفني منذ انطلاقتها بجمعها بين الموهبة و الجمال في آن واحد و في كل مجال دخلته استطاعت ابراز الإثنين معا و مع كل عمل جديد تقدّم شخصيّة في قالب مغاير يعتمد على معايير غير مشابهة.
فقد اتخدتهم بشكل مكمّل لبعضهما و لم تحصر أدوارها بناءً على جمالها فتكون المرأة الكاملة دوما بأدوارها بل نوّعت و ركّزت على موهبتها أكثر و ظهرت بأكثر من شخصيّة ذات طابع مختلف.
شخصيّة جديدة تلعب دورها سيرين عبد النور خلال مسلسل “دانتيل” ذات أبعاد مختلفة تحمِل دروس حياتيّة لم نعهدها بكثرة من قبل، استطاعت سيرين لفت انتباه المشاهِد لعدّة خيوط مهمّة حاكتها عبر تجسيدها شخصيّة “ميرنا” و منها التركيز على ترتيب الأمور الحياتيّة تصاعديا اعتماداً على عامل الأهميّة.
فهي شخصيّة متمسّكة بحب الحياة تماماً كتمسّكها بحب طفولتها الذي لم تتنازل عن حبها له حتى بعد مغيبه و سفره لفترة طويلة إلى أن دارت الأحداث و انقلبت مجرى مشاعرها لتتّخذ قرار عدم الركوع للمشاعر و تفضيل قرارات العقل على القلب لاتخاذ القرارات الصائبة بذكاء و التعامل بحذر مع الحياة و عواصفها.
تجِد الشخصيّة في صراع بين العقل و القلب طوال المسلسل لكن ما يميّزها هو الجديّة التي تتمتّع بها في اتخاد أي قرار حتى لو كان جارح لها و لا تتطاير مع أحاسيسها التي قد تعاكس مبادئها، و لِكسر الصورة النمطيّة للضعف المبنيّة دائما على ذات المعايير التي اختلفت فيها ميرنا فلحظات القوّة التي تبرزها تتخلّلها مشاعر انكسار و ضعف فأظهرت سيرين ملامح القلق و الضعف في قالب القوّة و نجحت لنقل جميع هذه الأحاسيس للمُشاهد ليشعر بها ليس فقط ليراها.
كما تميّزت ميرنا أيضا ببساطتها اللافتة إلى جانب شغفها الدائم و السعي للتحليق بطموحاتها عاليا و هي إحدى الصفات المشابهة لسيرين في الحقيقة و موهبتها في عالم تصميم الأزياء حيث صقلت هذه المواهب منذ صغرها و فترات حياتها التي عاشتها في دانتيل و خطت فيها خطوات متتالية.
و مع هذه التغيرات الجذريّة التي تطرأ على الشخصيّة على جميع الأصعدة في حياتها و المطبّات التي تمرّ بها إلى أنها مرتكزة دائما على استبدال لحظات الضعف بالقوّة و قد تكون أحيانا مجرّد مظهر خارجي و لكنها قادرة على التحكّم بما تظهره في أغلب الأحيان.