كتابة هدى الأسير
من قلب الدمار ، ومن وجع الناس، أطلق مصمم الأزياء اللبناني إيلي فارس مبادرة خاصة ، سمحت له بالمشاركة في الوقوف الى جانب المتضررين من الكارثة التي حلت بمدينة لا يليق بها الا الفرح، فعمل على إطلاق مجموعة حقائب مرسومة وملونة بلوحات فنية جادت بها مخيلته لمساعدة جمعية تعنى بمرض سرطان الأطفال ممن تضررت بفعل الانفجار.زز
عن هذه المجموعة سألناه:
*كيف خطرت لك فكرة إطلاق مجموعة حقائب تؤرخ للكارثة التي حلت في بيروت، ولماذا أطلقت عليها إسم”صرخة أمل”؟
ربما لأننا شعب نعيش على الأمل ، إرتأيت أن أساند الناس الذين حلت بهم الكارثة، بمبادرة خاصة مني ، لم أخطط لها سلفا، بل تركت خيالي يأخدني حيثما يشاء، بدون أن أحاول التشبه بأحد ممن قاموا بإطلاق تصميم لفستان أو ما شابه، وعمل مزاد علني…فتركت مخيلتي التي كانت تضج بالصور والألوان الحزينة ، ترسم الصور التي جسدتها من خلال رسومات على الحقائب لحمل صرختي الى العالم، بدون أن أنسى ترك مساحة للأمل الذي نتطلع اليه.
أضاف: ليلة الانفجار عادت بي مخيلتي الى الصغر، حين كنت برفقة أهلي في السيارة وحصل تفجير منطقة الدورة الشهير، يومها، طارت بنا السيارة ولولا ستر الله وعنايته لما نجونا… فاكتظت الأفكار برأسي أكثر وصممت على إطلاق المجموعه .
* كيف تم تنفيذ هذه المجموعة بهذه السرعة؟
بصراحة كنت أود لو كان باستطاعتي اطلاقها بعد الانفجار بخمسة عشر يوما، ولكني تريثت ، لأجد من ينفذها ممن هم بحاجة لدخل مفقود في حياتهم،وعندما وجدت سيدات يحتجن للعمل، ممن يحببن الرسم ، حتى وإن كن غير محترفات، عهدت اليهن تنفيذ التصاميم التي رسمتها لست حقائب تحت اشرافي، ليعود ريع المشروع لجمعية تهتم بالأطفال الذين يعانون من مرض السرطان ، وهي تضررت بفرعيها الموجودين في مستشفى الروم ومستشفى الجعيتاوي (كيدز فيرست)، وقد لاقت المجموعة ألأولى رواجا كبيرا، فنفذت خلال يومين فقط ، الأمر الذي دفعني لإطلاق مجموعة ثانية مؤلفة من سبع قطع تحت العنوان نفسه.
*علام اعتمدت في مجموعتك من مواد خام، ولماذا إخترت الحقائب؟
أحببت أن يشاركني أفكاري الكثيرة التي لا يمكن أن تنحصر في قطعة واحدة ، مجموعة كبيرة من الناس ، فالعطاء يمكنه أن يكون علاجا للأمراض النفسية ، وأنا من خلال مجموعتي ، أتحت فرصا لأكثر من شخص للعطاء، ولو بقدر قليل ، بدلا من إطلاق فستان واحد يقام عليه مزاد علني ، بالإضافة الى أني شعرت بأن الحقيبة يمكن أن تدوم فترة طويلة تمتد لسنوات طويلة.
أضاف: الحقائب تعتمد على الجلد والقماش، والتوليفة التي صممت خصيصا لهذه المجموعة لحظت أهمية حفظه لفترة طويلة من العوامل الطبيعية ، بحيث استعملنا طلاء واقيا فوق الرسومات ، كما جاء غلافه على شكل كيس قماش فوقه قطعة قماش فيها نوع من أنواع الورق لإمصاص الرطوبة والحر، لحماية مواد الطلاء المستعملة فيها.
* ماذا يربط المجموعة الأولى بالمجموعة الثانية؟
المجموعة ألأولى كانت مجنونة حملت أفكاري كما هي وبدون روتوش، وربما يكون طغى فيها اللون الأسود، ولكن الرابط القوي بينها وبين المجموعة الثانية الألم والأمل،على أمل أن يتبع هذه المجموعة مجموعة أخرى بيضاء كلها فرح.
* ماذا بعد هذه المجموعة؟
أنا بصدد إعداد مجموعة ثالثة يطغى فيها الفرح لموسم الأعياد ، ولكني انتظر استقرار الأوضاع في لبنان.