بمناسبة مرور ثمانين عاماً على تأسيس ثانوية مار سويريوس في المصيطبة، أقام المجلس الملّي لأبرشية بيروت للسريان الأورثوذكس حفل عشاء خيري يوم السبت 24 آذار في فندق “انتركونتيننتال فينيسيا” في عين المريسة – بيروت. وتخلّل الحفل الإعلان عن إطلاق أعمال الترميم في ثانوية مار سويريوس وهي أقدم مدرسة سريانية في المنطقة أدّت دوراً رائداً في بيروت على المستوى التربوي والتعليمي.
شهد حفل العشاء الذي حضره عددٌ كبير من الشخصيات السياسية والدينية والفنية والإعلاميّة والاجتماعية برنامج فنيّ قدّمه نخبة من الفنانين اللبنانيين أبرزهم الفنّانة عزيزة، وعازف الكمان جهاد عقل وفرقة الرقص My Dance Club بقيادة سيف توزا.
افتتح الحفل المطران دانيال كورية الذي تناول في كلمته تاريخ السريان القديم في لبنان. فمع عودتهم في بدايات القرن العشرين هرباً من مذابح الإبادة التي ارتُكبت بحق المسيحيين من قبل السلطات العثمانية، نجحوا بترسيخ هويتهم فإمتزجوا بالنسيج اللبناني الملوّن والمتعدد، وكانوا خير مثالٍ للعيش المشترك والوطنية الصالحة. كما شدّد على دور مدارس السريان التي خرجت أصحاب الكفاءات العالية، قدّموا خدمات عديدة للبنان في مختلف الأصعدة والمجالات. وأكد على ضرورة عمليات الترميم والتأهيل في ثانوية مار سويريوس لتواكب التطور والتقدم العلمي، شاكراً جميع المتبرعين على دعمهم المستمر.
وحول أهمية منطقة المصيطبة بالنسبة للسريان، قال المطران كورية: “أنَّ أبرشية بيروت هي الأبرشية الأم التي تحتضن كل السريان في لبنان. فبالرغم من التبدّل الديموغرافي وكافة التحديات، تسعى الأبرشية لإثبات وجودها وخاصة في منطقة المصيطبة الحبيبة. فما تزال كاتدريئتها وثانويتها تنبض حياةً، متابعةً رسالتها الدينية والروحية والانسانية والوطنية ليبقى النفس المسيحي والنبض السرياني حيّاً ومستمراً”.
ومن جهته، قال عضو مجلس الملّي ورئيس اللجنة المنظمة إدمون مطران: “يسرني الاعلان عن إطلاق أعمال الترميم والتأهيل في ثانوية مار سويريوس التاريخية في المصيطبة. يهدف هذا المشروع إلى توفير بيئة تعليمية متطورة تساهم في صقل مهارات الطلاب وقدراتهم وتطوير مستوى أدائهم الأكاديمي وكذلك تعزيز انتماء السريان لمناطقهم”.
بدأ الحفل الفني بلوحات راقصة قدمتها فرقة My Dance Club وتلاها الفنان القدير جهاد عقل بعزفه على الكمان ثم أتحفت الفنانة عزيزة الحضور بأغنيات من الزمن الأصيل قدمتها بأداء شبابي، معتمدة على إعادة التوزيع الموسيقي لمجموعة من الأغاني القديمة التي طبعت ذاكرة اللبنانيين، وختم الحفل بسحب التومبولا على جوائز قيمة.