من مدينة صور اللبنانية، وفد الممثل الشاب حسين فنيشالى العاصمة في العام 2016 بحثا عن عمل في المجال التمثيلي الذي كان يرى فيه مستقبل، ولم يأل جهدا لتقديم نفسه الى المنتجين والمخرجين ، الذين ربما رأوا فيه وجها جميلا قبل إختبار موهبته، التي استطاعت أن تفرضه ممثلا محترفا في ثماني أعمال درامية محلية من بينها: حنين الدم،خمسة ونص ،ثورة الفلاحين ، ما فيي وغيرهم… ولا يزال الباب مفتوحا أمامه على الساحة العربية من خلال عروض مصريه ، جمدتها جائحة كورونا…
معه كان لنا لقاء ، بعد يوم تصوير طويل سألناه فيه:
*تشارك في مسلسل “رصيف الغرباء” الذي تكثفون العمل عليه للانتهاء من تصويره، اين أصبحتم؟وماذا تقول فيه؟
شارفنا على الانتهاء من التصوير، وسيبدأ العرض في الشهر القادم (أكتوبر)،عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، اذا لم يحصل أي طارئ.
أضاف : المسلسل رائع ، مؤلف من حوالي 120 حلقة، ولي فيه مساحة كبيرة في دور رائع عشقته جدا…
*هذا المسلسل هو الثامن الذي تشارك بتصويره، في مسيرتك الفتية، كيف تقيم تجربتك حتى اليوم؟
لا شك بأن شخصيتي الفنية والانسانية تبلورت الى حد كبير، وربما يمكنني القول أني قطعت مرحلة التعلم الى مرحلة تكوين الشخصية الفنية، من من خلال الخبرة التي إكتسبتها ، والتآلف مع الكاميرا بحيث أصبحت أكثر قدرة على إطلاق مكنوناتي الداخلية.
*هل يمكن القول أنك أصبحت سيد قرارك، أم أن خياراتك لا تزال مرتبطة بمسالة الإنتشار؟
يمكن القول أني تخطيت مرحلة الإنتشار، وبت أكثر وعيا لما تحمله خياراتي من هدر للوقت ، الذي يجب استثماره بطريقة صحيحة طلبا للنجاح، لأن الانتشار وحده لا يكفي، وأي خطوة ناقصة قد تعيدنا الى نقطة الصفر.
*كنت تتطلع الى العمل التمثيلي، أم أن الصدفة هي التي أتت بك الى عالم الإعلان ، ومن خلاله الى عالم ؟
كنت أحلم دوما بالعمل في المجال الفني، ورغم اشتغالي في مجال آخر الا أنه لم يغب عن بالي، فبدأت بالسعي لدخوله ، وتعبت كثيرا، لكي يصبح التمثيل مهنتي، بدأت الأبواب تفتح أمامي..
* كم لعبت وسامتك دورا في تحقيق هدفك؟
الوسامة سيف ذو حدين ، فقد تكون عاملا سلبيا أوعاملا إيجابيا، لأن البعض يعتمد عليها في عمله، فيصبح من الصعب إقناع بعض المنتجين والمخرجين بالموهبة الحقيقية ، ولكن بعد تخطي هذه المرحلة، تصبح الوسامة عاملا مساعدا لصاحبها.
*قمت بعمل دورات تدريبية في العمل التمثيلي، خصوصا وأنك لست خريج معهد فنون؟
بعد مسلسل” بوح السنابل” الذي قمت ببطولته ، قمت بعمل دورة بهدف تطوير نفسي، هذه الدورة لن تكون الأخيرة، لأني اتطلع للتطوير الدائم وتعلم كل جديد على أيدي إختصاصيين.
*شبهوك بالممثل التركي بوراك، وبالممثل السوري معتصم النهار…فهل تجدها عاملا سلبيا أم إيحابيا، لما قد تحمله من مقارنة؟
سمعت عن تشبيهي بمعتصم التهار أكثر، وأنا لاأجد ضيرا في الأمر، ولكن المهم بنظري أن يرسم الفنان صورة خاصة لنفسه ، بعيدا عن التشبه بأحد…,وأن يكون هو نفسه…
* على ذكرمعتصم، شنت الاعلامية نضال الأحمدية أخيرا هجوما شرسا عليه وعلى تيم حسن وعلى النجوم السوريين عموما، ، كيف تنظر الى هذا الهجوم وغيره من الحروب التي تقوم على العنصرية من الطرفين اللبناني والسوري؟
بصراحة تامه، أنا لا أرى الممثل من خلال جنسيته، بل من خلال أدائه، وفي كلا البلدين هناك الجيد وهناك أنصاف المواهب، وهناك السيء.، وأنا ضد التعميم.
* ومع ذلك لا يمكن أن تنكر أن الممثل السوري مدلل في السوق العربية على حساب الممثل اللبناني، والعكس صحيح بالنسبة للممثلات، التي يُطلب أن تكون لبنانية؟
هذا الأمر عائد للمحطات التي تفرض شروطها ، بدون أن نعرف السبب، الذي يجب أن نعرفه لمعالجة المشكلة.
أضاف: انا بصراحه لا يمكنني الحديث عن الموضوع ، لأنه لا يمسني اليوم بشكل مباشر، فأنا لم أصل لهذه المرحلة، ومع ذلك أحاول متابعة الموضوع للوقوف على السبب.
*علام تبني خياراتك اليوم ، وهل تتطلع الى البطولة المطلقة، علما بأننا في زمن البطولات الجماعية؟
ألأساس في خياراتي عدم تكرار نفسي، خصوصا في هذه المرحلة، لأني لم أشأ أن أحصر نفسي في أدوار محددة، بل أريد أن أتحدى نفسي ، بإخراج كل ما لدي من أداء مختلف، أما بالنسبة للبطولات، أنا أجد أن العمل الدرامي ، يعتمد على فريق عمل متكامل ، يضمن في تكامله وتعاونه أسباب النجاح، لأن يد واحدة لا تصفق، لذلك لا تعنيني البطولة ، بقدر ما يعنيني الدور والمسلسل ككل .
*هناك أعمال قدمتها لم تأت بالمستوى المطلوب ؟
تقييم النجاح يختلف بين الأعمال ، ولا تنسي أن أحد أهم أسباب النجاح طريقة تسويق العمل، وتوقيت عرضه والمحطة التي تعرضه، في أي حال، بالنسبة لي الفشل وارد ، ولكن لا بد وأن يكون حافزا للتعلم منه، وبالنهاية ، نحن لسنا في هوليوود، وانتاجنا الخجول قد يسمح لبعض الثغرات بالتسلل الى الأعمال الدرامية التي يتم العمل عليها في ظروف صعبة جدا.
*ذكرت في أحد لقاءاتك الصحافية أن ندين نجيم نجمة شاء من شاء ، وأبى من أبى، فما هي النجومية بنظرك، شباك تذاكر،سعر غال، أم جمهور في الشارع؟
كل هذه الأمور مجتمعة،فعندما يصبح الفنان نجم شباك ، يرتفع أجره تلقائيا بحكم مسألة العرض والطلب، واستقطابه للإعلانات، ويصبح قبلة أنظار الجمهور في الشارع وفي كل مكان.
* إذا وردك بطولة عمل عربي مشترك، من تختار من النجمات للوقوف الى جانبك؟
أتطلع للوقوف الى جانب الفنانة هيفاء وهبي التي أثبتت موهبتها ونجوميتها في أكثر من عمل، وكذلك أحب إعادة التجربة مع الفنانة ندين نجيم شفاها الله.
* تتطلع للخروج من الدائرة المحلية؟
كل فنان يتطلع لتوسيع دائرة انتشاره، وهذا ما تتيحه لنا الأعمال العربية المشتركة ذات القصص المقنعة…
*وماذا عن العمل بلهجة أخرى؟
أحب العمل باللهجة المصرية المحببة والمفهومة لكل الشعوب العربية .
*لك صورة تشبه فيها ممثلا أجنبيا أدى دور السيد المسيح، فهل يمكن أن نراك يوما في عمل ديني أو في سيرة ذاتية؟
أتمنى لعب دور شخصية عظيمة، ويزيدني الأمر شرفا..
* ماذا بعد “رصيف الغرباء”؟
كان هناك حديث عن عمل في القاهرة، ولكن ظروف كورونا أجلت الحديث عنه.
* كرست التمثيل مهنة في حياتك؟
أتمنى ذلك، لأني أعشق التمثيل وأتنفسه، ولكن تجارب كبار الفنانين ممن سبقونا تخيفني، لذلك أحاول تأسيس عمل تجاري يعينني على العيش الكريم، بعد عودة الدورة الإقتصادية التي تأثرت بجائحة كورونا الى طبيعتها .