أعلنت شركات جانسِن للمستحضرات الدوائية التابعة لجونسون آند جونسون، إحدى شركات الرعاية الصحية الرائدة في العالم، اليوم عن الانتهاء بنجاح من برنامج نقل المعرفة الذي يعمل على تحسين نتائج مرضى سرطان الدم في المملكة العربية السعودية. وبالتعاون مع الشؤون الصحية بالحرس الوطني، تقدم المبادرة فحوصات جينية حيوية لمرضى ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن (CLL)، لضمان تقديم العلاج الأنسب، وتحسين التشخيص والنتائج. وبدعم من الجمعية العلمية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية (SSBMT)، تعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها تقديم مثل هذا الاختبار الحيوي في المنطقة.
ويعد تحديد ما إذا الجين الخاص بالمنطقة المتغيرة للسلسلة الثقيلة للجلوبيولين المناعي (IGHV) متحورًا أم لا، أحد أهم التفاصيل في علاج ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن (CLL). ويعتبر كعلامة لمعدل البقاء على قيد الحياة بشكل عام، فضلاً عن أنه عامل معترف به في المرض. وبالإضافة إلى ذلك، يضمن تحديد طفرة الجين التخطيط وإعطاء العلاج الأنسب بهدف تحسين نتائج المرضى. ويعد اختبارIGHV إلزاميًا بموجب الإرشادات السريرية الدولية لـ CLL، إلا أن تحديد هذا الدليل الحيوي لم يكن ممكنًا في السابق في المنطقة.
وفي إطار مشروع نقل المعرفة الذي سعى لمواجهة هذا التحدي، تم اختيار اثنين من أخصائيي الأمراض من قبل الجمعية العلمية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية لتلقي التدريب على تقنية تسلسل الجيل التالي المتطورة في سويسرا، ومن ثم عادوا إلى السعودية بالمعرفة والمهارات اللازمة لتدريب بقية الزملاء وتأسيس قدرات الاختبار في المملكة. ويتماشى البرنامج، تحت رعاية جانسِن، مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 نحو تطوير قدرات قطاع الرعاية الصحية في المملكة ودعم التوطين في قطاع الرعاية الصحية.
ويعتبر ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن (CLL)، أكثر أنواع سرطانات الدم شيوعًا عند البالغين. فقد جاء في تقرير السجل السعودي للسرطان أن اللوكيميا هي خامس أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين البالغين السعوديين، وأن الإصابة بالمرض في تزايد، حيث يرجع ذلك جزئيًا إلى شيخوخة السكان. ولكن بينما يبلغ متوسط عمر التشخيص 70 عامًا، يتم تشخيص أعداد متزايدة في سن أصغر داخل المملكة. ويعد تحديد أولئك الذين هم أكثر عرضة للإصابة بشكل عدواني من المرض أمرًا مهماً لتزويدهم بالعلاج المناسب والأكثر فعالية، بالإضافة إلى زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة.
وقال الدكتور أحمد العسكر، رئيس الجمعية العلمية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية، والمدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية: “يعتبر تحديد الطفرة في جين IGHV هو جوهر علاج هذا النوع من السرطانات، وبدون هذه المعلومات، غالبًا ما يضطر الأطباء إلى علاج المرض بصورة عمياء، مما قد يؤدي إلى خطر فشل العلاج. حيث إن مرضى CLL بدون طفرة جين IGHV معرضون بصورة أكبر لخطر تلقي تشخيص ضعيف. ويساهم تحديد هؤلاء المرضى الطبيب المعالج على تقديم علاج موجه شخصي بمعدلات نجاح أعلى، وعندما نفهم الأساس الجزيئي للمرض، ونضمن اتباع نهج فردي للعلاج، يمكننا حقًا تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة. لذلك، إن القدرة على تقديم هذا النوع من الاختبارات الجزيئية لمرضى CLL في المملكة هو بالفعل إنجاز هام”.
واختارت الجمعية العلمية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية، مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض، وهي جزء من الشؤون الصحية بالحرس الوطني ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، كشركاء لهذا المشروع بعد عملية اختيار تنافسية، حيث تم اختيار المستشفى بناءً على اعتمادات صارمة، وفريق مؤهل من علماء الجزيئات، والتزام واضح بمشاركة المعرفة مع المرافق الأخرى داخل شبكتهم بهدف توفير الوصول إلى جميع أنحاء المملكة. وتم إرسال ممثل من كل مؤسسة للسفر إلى سويسرا وتلقي التدريب في اختبار تسلسل الجيل التالي الجزيئي لطفرة جين IGHV”.
وقال الدكتور سعيد التركي، رئيس مختبر علم الأمراض الانتقالية: “يسعدني أن أشارك في برنامج يوفر لمرضى CLL، على المستوى الوطني، الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الدقيقة للأورام. ويوفر هذا التعاون، بين القطاع الخاص وحكومتنا، الفرصة لتنفيذ التقنيات المتطورة في مجال الجينوميات، فضلاً عن دعم زملائنا في جميع المستشفيات. ومعًا، نفيد مجتمعنا من المواطنين السعوديين وندعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030 نحو تمكين قطاع الرعاية الصحية في المملكة”.
ومن جهته قال محمد القويزاني، المدير العام لشركة جانسن – السعودية: “أقامت جانسِن لعدة عقود، شراكات بين القطاعين العام والخاص داخل المملكة بهدف تقديم حلول رائدة للمرضى ذات قيمة مضافة لنظام الرعاية الصحية. ونحن مازلنا ملتزمون بالاستثمار لدعم مكانة المملكة العربية السعودية كدولة رائدة في تمكين قطاع الرعاية الصحية”. وأضاف: “يوضح التعاون مع الشؤون الصحية بالحرس الوطني بوزارة الحرس الوطني والجمعية العلمية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية بهدف بناء القدرات المحلية في تقنيات الفحص الجزيئي الأكثر تطورًا، أنه يمكننا معًا أن نقود تقدمًا هاماً ونضمن تقديم العلاجات المناسبة في الوقت المناسب، للمريض المناسب بينما نعمل على التحكم في مرض السرطان، أو حتى علاجه”.