بين الإحساس الفني والمواقف الجريئة… إليسا ترسم مسيرتها بأنامل الصدق والتفرّد

خاص اورو ميديا – بقلم: زاريه باريكيان

إليسا… صوتٌ من ذهب وقلبٌ من إنسان
بين الإحساس الفني والمواقف الجريئة… إليسا ترسم مسيرتها بأنامل الصدق والتفرّد

منذ أكثر من عقدَين، سكنت إليسا قلوب الملايين بصوتها المخملي وأغنياتها التي تنبض بالإحساس. لم تكن فقط فنانة ناجحة، بل امرأة جسّدت الصدق والجرأة، فجمعت بين المجد الفني والعطاء الإنساني في مسيرة نادرة ومضيئة.

من دير الأحمر إلى قلوب العالم العربي
ولدت إليسار زكريا خوري في دير الأحمر، لبنان. بدأت رحلتها في عالم الفن من برنامج “ستوديو الفن” سنة 1992، لتخطف الأنظار سريعًا بموهبتها. عام 1999، أطلقت ألبومها الأول “بدي دوب”، لتعلن عن ولادة نجمة جديدة في سماء الأغنية العربية. توالت النجاحات من خلال ألبومات مثل “عيشالك”، “أحلى دنيا”، “بستناك”، “تصدق بمين”، و”سهرنا يا ليل”، إلى آخر أعمالها “أنا وبس”، مؤكدة مكانتها كواحدة من ألمع نجمات الغناء العربي.

أرقام وجوائز تكرّس نجومية لا تنطفئ
احتلت إليسا المرتبة الأولى في المبيعات في الشرق الأوسط، وحصدت جوائز مرموقة منها ثلاث جوائز “ورلد ميوزيك أوورد”، وعدد كبير من جوائز “الموريكس دور”، وتكريمات عربية وعالمية تشهد على حضورها وتأثيرها. في كل عمل، كانت تثبت أن الفن رسالة، وأن الإحساس الحقيقي لا يُشترى.

الفن رسالة… والمرض قوّة
في 2018، واجهت إليسا سرطان الثدي بصمت شجاع، ثم أعلنت عنه في كليب “إلى كل اللي بيحبوني”، الذي أبكى الملايين. لم تكن هذه التجربة نهاية، بل بداية جديدة لرسالة إنسانية أعمق. تحوّلت إليسا إلى صوتٍ داعم لكل من يواجه السرطان، وساهمت في التوعية والكشف المبكر، كما قدّمت الدعم النفسي والمادي للمرضى. أطلقت حملات، شاركت في مبادرات، وتبرّعت لصالح مراكز علاج السرطان، لتصبح سفيرة غير رسمية للأمل، ولتبقى قريبة من كل متألم، بكلمة، بنظرة، أو بيدٍ تمتدّ في الظلّ.

قلب ينبض إنسانية وصدقاً
ما يميّز إليسا ليس فقط إحساسها الغنائي، بل أيضًا إنسانيتها الصادقة. لم تتردّد يومًا في التعبير عن آرائها السياسية والإنسانية، وكانت دومًا صوتًا للحقّ والحرية. استخدمت منصّاتها لتسليط الضوء على قضايا المرأة، المرضى، والمحتاجين، وكانت في الصفوف الأمامية دفاعًا عن الكرامة والعدالة.

مع جمهورها… علاقة تتجاوز الغناء
جمهور إليسا ليس مجرّد مستمعين، بل عائلة تحتضنها وترافقها. هي قريبة منهم، تردّ، تتفاعل، وتشاركهم مشاعرها. تشارك آلامهم وأفراحهم، وتؤكد دومًا أن النجاح الحقيقي هو حب الناس، وأن الفن الحقيقي هو ذاك الذي يترك أثرًا في القلوب.

خاتمة
إليسا ليست فقط “ملكة الإحساس”، بل ملكة بمواقفها، بصدقها، وبتواضعها. فنانة صنعت المجد، وامرأة صنعت الفارق. من دير الأحمر إلى العالمية، كتبت قصة لا تشبه سواها… قصة فنانة وإنسانة، اختارت أن تُحبّ، وتُلهِم، وتُعطي بلا حدود.

spot_imgspot_img
[tds_leads title_text="Subscribe" input_placeholder="Email address" btn_horiz_align="content-horiz-center" pp_checkbox="yes" pp_msg="SSd2ZSUyMHJlYWQlMjBhbmQlMjBhY2NlcHQlMjB0aGUlMjAlM0NhJTIwaHJlZiUzRCUyMiUyMyUyMiUzRVByaXZhY3klMjBQb2xpY3klM0MlMkZhJTNFLg==" f_title_font_family="467" f_title_font_size="eyJhbGwiOiIyNCIsInBvcnRyYWl0IjoiMjAiLCJsYW5kc2NhcGUiOiIyMiIsInBob25lIjoiMzAifQ==" f_title_font_line_height="1" f_title_font_weight="700" msg_composer="success" display="column" gap="10" input_padd="eyJhbGwiOiIxNXB4IDEwcHgiLCJsYW5kc2NhcGUiOiIxMnB4IDhweCIsInBvcnRyYWl0IjoiMTBweCA2cHgifQ==" input_border="1" btn_text="I want in" btn_icon_size="eyJsYW5kc2NhcGUiOiIxNyIsInBvcnRyYWl0IjoiMTUifQ==" btn_icon_space="eyJwb3J0cmFpdCI6IjMifQ==" btn_radius="3" input_radius="3" f_msg_font_family="394" f_msg_font_size="eyJhbGwiOiIxMyIsInBvcnRyYWl0IjoiMTEiLCJsYW5kc2NhcGUiOiIxMiJ9" f_msg_font_weight="500" f_msg_font_line_height="1.4" f_input_font_family="394" f_input_font_size="eyJhbGwiOiIxMyIsInBvcnRyYWl0IjoiMTEiLCJsYW5kc2NhcGUiOiIxMiJ9" f_input_font_line_height="1.2" f_btn_font_family="394" f_input_font_weight="500" f_btn_font_size="eyJhbGwiOiIxMyIsImxhbmRzY2FwZSI6IjExIiwicG9ydHJhaXQiOiIxMCJ9" f_btn_font_line_height="1.2" f_btn_font_weight="700" f_pp_font_family="394" f_pp_font_size="eyJhbGwiOiIxMyIsImxhbmRzY2FwZSI6IjEyIiwicG9ydHJhaXQiOiIxMSJ9" f_pp_font_line_height="1.2" pp_check_color="#000000" pp_check_color_a="var(--metro-blue)" pp_check_color_a_h="var(--metro-blue-acc)" f_btn_font_transform="uppercase" tdc_css="eyJhbGwiOnsibWFyZ2luLWJvdHRvbSI6IjYwIiwiZGlzcGxheSI6IiJ9LCJsYW5kc2NhcGUiOnsibWFyZ2luLWJvdHRvbSI6IjUwIiwiZGlzcGxheSI6IiJ9LCJsYW5kc2NhcGVfbWF4X3dpZHRoIjoxMTQwLCJsYW5kc2NhcGVfbWluX3dpZHRoIjoxMDE5LCJwb3J0cmFpdCI6eyJtYXJnaW4tYm90dG9tIjoiNDAiLCJkaXNwbGF5IjoiIn0sInBvcnRyYWl0X21heF93aWR0aCI6MTAxOCwicG9ydHJhaXRfbWluX3dpZHRoIjo3NjgsInBob25lIjp7ImRpc3BsYXkiOiIifSwicGhvbmVfbWF4X3dpZHRoIjo3Njd9" msg_succ_radius="2" btn_bg="var(--metro-blue)" btn_bg_h="var(--metro-blue-acc)" title_space="eyJwb3J0cmFpdCI6IjEyIiwibGFuZHNjYXBlIjoiMTQiLCJhbGwiOiIxOCJ9" msg_space="eyJsYW5kc2NhcGUiOiIwIDAgMTJweCJ9" btn_padd="eyJsYW5kc2NhcGUiOiIxMiIsInBvcnRyYWl0IjoiMTBweCJ9" msg_padd="eyJwb3J0cmFpdCI6IjZweCAxMHB4In0=" f_pp_font_weight="500"]

Related articles

ماغي بو غصن… نجمة بقلب إنسانة، وصوت مضيء في سماء الدراما اللبنانية

تقرير خاص بقلم زاريه باريكيان – أوروميديا ماغي بو غصن،...

ملحم رياشي… منبر الحوار وصوت التوازن في البرلمان اللبناني

بقلم: زاريه باريكيان – خاص أوروميديا في زمن تتعالى فيه...

علي جابر… صانع التحولات في الإعلام العربي

بقلم: زاريه باريكيان – خاص أوروميديا في زمن التحوّلات الكبرى،...
spot_imgspot_img

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here