شدد وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي على أنه لمس تقارباً أكثر في مقاربات الأطراف داخل اللجنة الوزارّية المعنيّة بالتحضير للإنتخاب، وتعليقاً على البطاقة البيومترية، ذكّر بأن دائرة المناقصات هي المخولة فقط بإجراء المناقصات في الدولة اللبنانية، معتبراً أنه اذا كان الوقت متاحاً لإجراء كل البطاقات، فهذا ممتاز، ورأى أن للتسجيل المسبق حسناته وسيئاته.
واعتبر بو عاصي عبر الـ”mtv” أنه يحق للمغترب اللبناني الانتخاب لانه مواطن لبناني، مطالباً بتمديد مهلة التسجيل في السفارات إذ لا يجوز ان يرفضها احد، وأضاف: “نحن والوزير باسيل متفقون على هذا الامر”. وأشار الى أن الذي يرتاح كثيراً على وضعه في الإنتخابات، هو الذي يخسر نهائياً، فالإنتخابات هي ملك الشعب والرأي العام، ومن الطبيعي ان يحاول كل حزب نيل اعلى المراتب لأن هذا في صلب الحياة الديمقراطية.
وتابع: “من الطبيعي على كل فريق سياسي ان يسعى وفق الاطر الديمقراطية لتوسيع حجم مشاركته في السلطة”، مؤكداً أنه لا يجد في “اوعا حالك” كلمة جارحة إنما واقع، وبالتالي يجب تثبيت ورقة اعلان النيات والثوابت التي تم عبرها ترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، والمنافسة مشروعة ويمكنها ان تكون سياسية شرسة فقط لا غير.
وأكد أن ورقة إعلان النيات ثابتة على الرغم من الاختلاف ببعض الامور، لاسيما في طريقة مقاربة ادارة السلطة، لافتاً الى أن اكثر الامور التي تثير الرأي العام والصحافيين هي العلاقة بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”. وشدد على ان لا شيء يمنع اللقاء بين الرئيس عون والدكتور جعجع فالتواصل قائم بين الفريقين.
بو عاصي اعتبر أن الحرب في لبنان ما زالت مستمرة داخل الإنسان منذ الحرب اللبنانية، مجدداً التأكيد على أن “القوات” تعمل على تفكيك الشيطنة تجاه الآخر والعمل على انهاء اي عداوة.
وتابع: “ما فعلناه بالمصالحة مع “التيار” لم نفعله لننال ثمنه في التعيينات لأن على الادارة ان تكون إدارة وعلى السياسة سياسة، فالسياسي مثل الطبيب لا يميز الشخص الذي يتفاعل معه، والدكتور جعجع ينظر الى المصلحة العامة لا الى الاعتبارات الشخصية”. ورأى أن هناك 3 امور تساهم بتطوير العلاقة بين “القوات” و”التيار” واستمرارها أو اي علاقة مع أي فريق آخر، وهي “الحد الأدنى من الرؤية المشتركة، الحد الادنى من خطة مشتركة والتواصل”.
بو عاصي ذكّر أن “القوات اللبنانية” هي أول من تحدث عن الكهرباء عند الكلام عن الموازنة، مؤكداً أن الهدف لم يكن التعدي على صلاحيات احد إنما الغاية الاساس هي مرتبطة باهمية الموضوع وضرورة مقاربته بشفافية ووفق الاليات التي ينص عليها القانون، وأضاف: “حقنا بقول قناعاتنا سنمارسه بإستمرار، ونحن مع الآلية في دائرة المناقصات وهي تصور جيد وفعال”.
وإذ لفت الى أن المنافسة مشروعة، أكد أن التمسك بالاخلاق امر اساسي للتعاطي مع الآخر، مضيفا: “لا يمكن ان نجاهر بمبادئنا لنضع شبهات على الآخرين، فهذه ليست تربيتنا الحزبية والسياسية، ونجدد المطالبة بمحاكمة الفاسد”. واسف لأن مبدأ المحاسبة غائب منذ سنوات، وبات المواطن يشك بجميع السياسيين إذ ليس هناك اسوأ من الفساد سوى استسلام المواطن لهذا الواقع، واردف: “عمل السرقة لا يذوب انما يتضاعف ويكبر”.
وتطرق الى جولته الى الولايات المتحدة الاميركية، مشيرا الى أنه قام بزيارات سياسية في واشنطن شدد خلالها على اهمية سيادة لبنان، وضرورة عودة النازحين الى سوريا في اقرب وقت ممكن. ورأى ان لا حديث عن حل سياسي في سوريا اليوم، سائلا: “كيف يتم ربط حل موضوع النازحين بالحل السياسي في سوريا وماذا ستقدم المنظمات الدولية للنازحين ليعودوا الى بلادهم، كيف ستحفزهم على العودة؟”.
واستطرد قائلاً: “للعراق علاقات مميزة مع النظام السوري، فلماذا لا يعود النازحون؟ ولماذا لا يزالون أيضاً في مصر التي لديها علاقات جيدة مع سوريا؟”، مؤكداً أن النازحين هربوا من بطش النظام ولن يعودوا اليه عبره. اذ لفت الى انه على النازحين من مناطق نفوذ النظام ان يعودوا اليها وتحفيز النازحين من المناطق الاخرى على العودة، داعيا لوضع الملف على نار حامية وعدم انتظار الحل السياسي، ومؤكدا التعامل مع باقي الوزارات لإيجاد الحلول الملائمة.
وعن عمل وزارة الشؤون الإجتماعية، اوضح بو عاصي أنه تم إحصاء 44 الف عائلة من العائلات الاكثر فقرا، مبدياً أسفه لوجود مخاتير يملكون بطاقة تحت خط الفقر ويوزعونها على الناس، وأوضح أن هذا الأمر مرفوض وقد “انتهينا منه”. وتحدث عن الاسغناء عن عدد كبير من المتعاقدين في برنامج ىدعم الاسر الاكثر فقرا، موضحا انه ابلغهم بذلك منذ وقت لانه يحترمهم ويحترم عملهم كي يتمكنوا من ايجاد فرص عمل اخرى.
ورأى أن مستوصفات الشؤون الاجتماعية يجب أن تكون على درجة اولى من الرعاية، مؤكداً أنه سيسعى الى تأمين التمويل لتكون هذه المستوصفات على درجة اولى من الجودة. وذكّر أن الجمعيات هي من اساس الوزارة وبعضها يعد من الافضل في لبنان، موضحاً ان الجمعيات التي تحصل على مساعدات من الوزارة تخضع للرقابة المسبقة.
وشدد على انه سيبقى المدافع الاول عن هذه الجمعيات، متمنيا الا يتم مهاجمتها. وتابع: “اكتشفت في وزارتي كم يوجد اناس قلبهم كبير في لبنان، ويعطون من قلبهم وأراهم في الجمعيات، واكتشفت ضرورة انتاج سياسة اقتصادية واخرى اجتماعية للبنان، وطبعاً ضرورة ان تكون الحكومة متجانسة لانها تكون اكثر انتاجاً”.
وعن امكان ترشحه للإنتخابات النيابية، أكد بو عاصي أن الموضوع يعلن من معراب، مجدداً فخره بتمثيل الشعب اللبناني بأي منصب يتبؤه.
