برعاية دولة الرئيس السيد سعد الحريري وفي إطار سعيها منذ عام 2008 لتأمين بيئة آمنة خالية من العنف للأطفال على الأراضي اللبنانية، أطلقت جمعية حماية حملة “ضوي عالغلط” التوعوية في مؤتمر صحفي عقدته في السراي الكبير في 27 أيلول بحضور كل من وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان ممثلا دولة الرئيس السيد سعد الحريري ووزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال النائب بيار أبو عاصي وحشد من الفعاليات الرسمية اللبنانية، ممثلين إعلاميين إضافة إلى عدد من الشخصيات الإجتماعية اللبنانية البارزة. ولأن العنف على الأطفال في لبنان بات يتكرر يوميا خلف الأبواب الموصدة، تهدف الحملة إلى إضاءة العتمة وحث كل شخص على التبليغ عن حالات العنف التي تحصل.
وأعرب وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان ممثلا دولة الرئيس السيد سعد الحريري عن شكره للرئيس لتكليفه بتمثيله في هذا اللقاء وتحدث قائلا : ” نكنّ كل الإحترام والتقدير لجمعية حماية التي تقوم بعمل جبار لا سيما الإنجازات والنجاحات التي حققتها وساهمت في تخليص الكثير من الأطفال كي لا يكونوا عرضة لأي نوع من الجرائم.” وشدد على الدعم الكبير الذي يوليه دولة الرئيس السيد سعد الحريري لهذه القضية ولجمعية حماية بكامل أفرادها ويشد على أياديهم لمتابعة ما يقومون به وتحقيق المزيد من النجاحات.
إعتبر وزير الشؤون الاجتماعية النائب بيار بو عاصي أن “حماية” وضعتنا أمام المرآة للمجتمع اللبناني والانساني، فالعنف موجود في بلدان العالم كافة، مشددا على أن قضية حماية الطفل من العنف مقدسة ويجب بذل كل الجهود الممكنة للمساعدة.
وأضاف: “هذه الظاهرة موجودة من عمر التاريخ وما يخيفنا اليوم أن يصل المجتمع إلى مرحلة الإستسلام فيعتم على ما يحدث، الا ان وجود جمعيات كهذه الجمعية يريحنا فهي تحارب هذا التعتيم بشكل كبير وتتعاون مع جمعيات أهلية ومع وزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها من المعنيين حتى لو نجحت من خلالها بمساعدة طفل واحد فقط.”
وشدد على أن قيمة الانسان بحد ذاتها هي القيمة الكبرى، وتابع: “تحرك البعض لمنع التحرش بالاطفال فقط للمصلحة الشخصية او لحماية أنفسهم من إنعكاس مشاكل المعنفين على المجتمع وتشكيلهم قنبلة موقوتة تظرية خاطئة، فحمايته واجب علينا وحق له وهو يستحق الحماية والكرامة وحماية سلامة جسده.”
بو عاصي لفت الى أن مقاربة “حماية”، التي نعتز بها كشريك للوزارة، هي الافضل فهي تكثف التوجه للاطفال كي يتعلم الطفل كيفية فرض احترامه ومنع التعدي عليه ما يساهم في بناء مجتمع سليم، مشيرا الى أهمية التوجه للمعتدي وللمجتمع ككل.
وأكد أن اللحظة التي يتخذ فيها القرار للتوجه الى القضاء لعزل طفل عن عائلته هي الاصعب الا أننا نجبر على هذا القرار في بعض الأحيان لحماية الطفل من العنف الذي يتعرض له.
وتحدثت المديرة التنفيذية لجمعية حماية الآنسة لمى يزبك، في خطابها الترحيبي قائلة: “أظهرت إحصاءات جمعية حماية خلال السنوات القليلة الماضية دور التوعية الفاعل في تشجيع المواطنين على التبليغ عن حالات العنف. إرتفعت حالات التبليغ بين عامي 2016 و2018 من 244 من أصل 1742 عام 2016 و 332 من أصل 1176 عام 2018 (حتى شهر آب الماضي). لم يكن الوصول إلى الأطفال ضحايا العنف ممكنا لولا دعم المجتمع بمختلف مكوناته وهذا هو هدف حملتنا اليوم. تركّز حملة “ضوّي عالغلط” أيضا على أهمية التبليغ وعدم التستر وراء الإساءة حين تحدث. عندما يقع الإعتداء داخل الأسرة، المدرسة أو أية منظمة، نستطيع الحكم عليهم فقط بالطريقة التي يستجيبون بها لللإساءة مع عدم تحمليهم مسؤولية حدوثها. الطريقة الأمثل تكمن بالطبع بحماية الضحية ومعاقبة المعتدي. لا خوف بعد الآن من أن نضوّي على الغلط.
وتم توزيع شعار الحملة “ضوّي عالغلط” على ملصق يضيء في الظلام لجميع الحاضرين كشعار دعم إضافة لفيديو أنتجته حماية في عرض خاص ، لفيلم كفرناحوم للمخرجة اللبنانية الشهيرة نادين لبكي لتداوله أيضا على مواقع التواصل الإجتماعي وزيادة نشر الوعي حول الموضوع. وأظهر الفيديو 10 أطفال من الجنسين ومن مختلف الأعمار يمثلون أي طفل قد يكون عرضة لسوء المعاملة. إضافة إلى ذلك وللحثّ على التبليغ، أطلق فيديو دعائي على مختلف المحطات التلفزيونية تماشيا مع أهداف الحملة. تتفانى جمعية حماية التي لا تبغي الربح في جعل حماية الأطفال حقًّا في لبنان وتهدف إلى كسر حاجز الصمت من خلال توفير المهارات الحياتية التي يحتاجها هؤلاء للدفاع عن أنفسهم. وتدعم الجمعية الناجين من سوء المعاملة وتمدهم بالدعم النفس إجتماعي المطلوب للتغلب على تجاربهم. إنطلاقا من حرصها أن تكون فعالة قدر الإمكان، تعمل الجمعية مع الأطفال، عائلاتهم والجهات المحيطة بهم ككل كما تسعى لإجراء تغيير على المستوى المحلي من خلال برنامجيها الأساسيين: الوقاية والمرونة. تغطي جميع المناطق اللبنانية بمكاتبها المنتشرة في البقاع الشمالي، البقاع الأوسط، الجنوب، جبل لبنان، وطرابلس.