منذ أيام نال مسلسل “الهيبة – العودة” نصيبه من العرض الكبير في صحيفة “لو موند” الفرنسية، أكبر صحيفة عالمية. واليوم، ومرة أخرى ، لم يكن مفاجئًا لنا ولا لنقاد الدراما العربية، اختيار الجمهور العربي الواسع لمسلسل “الهيبة- العودة” كأفضل الأعمال للعام 2018 في استفتاءٍ عام، أجراه موقع “إي تي سيريا”، المتخصص بالإستفتاءات الدرامية. حيث تربَّع “الهيبة – العودة” على قمة المسلسلات العربية لشهر رمضان الماضي. كما كان من ضمن التوقعات احتلال الشركة المنتجة (الصبَّاح للانتاج الفني) وصاحبها المنتج صادق الصبّاح، للمرتبة الأولى في هذا الاستفتاء.
الإستفتاء أجراه موقع “إي تي سيريا” المعروف، والذي سخَّر كل صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي من الفايسبوك وتويتر إلى إنستغرام، لإتاحة المجال لأكبر عدٍد ممكن من الناس للتصويت. وبعدما نوّه الموقع بأنه تمّ حذف التصويت المزدوج والصادر من نفس الجهاز، جاءت النتيجة لصالح مسلسل “الهيبة- العودة” بست جوائز هي على التوالي:
+ أفضل ممثل دور أول تيم حسن
+ أفضل إنتاج شركة الصبَّاح للانتاج الفني
+ أفضل شارة موسيقية ناصيف زيتون
+ أفضل ممثلة دور ثاني روزينا لاذقاني
+ أفضل عمليات بصرية
+ أفضل فريق موسيقي
وكانت هناك تعليقات وهوامش حول الظروف والأسباب التي ميَّزت هذا الفنان أو هذه الجهة وخوَّلتها نيل هذه المراتب.
لكن ما نختصره هنا هو أن هذا العمل بخلطته الفنيِّة (اللبنانية السورية) قد أكّد النجاح الذي يحقِّقه الانتاج المشترك، على صعيد الدراما العربية، وخصوصاً السورية اللبنانية. وهذا ما تلمَّسه جمهور رمضان الواسع إن في “الهيبة” أو “طريق” أوغيرهما من الأعمال المشتركة، على سبيل المثال لا الحصر. حيث تمتزج الخبرات وتصبح المنافسة مشروعة بين النجوم بالدرجة الأولى. بعيدًا من النظريات العنصرية، التي تروِّج للفصل بين إنتاج مصري أو سوري أو لبناني. في حين أن الدراما العربية، وكما بدا واضحًا، لا يمكن تعليبها على أساس “بضاعة مصرية أو سورية أو لبنانية أو خليجية” بل نحن نرى أن مجرد تبادل الخبرات من هنا وهناك قد توصلنا إلى دراما عربية على مستوى التحدي. فالفن ونجاحه، لا يرتبط بجنسية ولا مكان ولا زمان.
وفي هذا المجال لا يمكن تجاوز الحقيقة إذا سلّطنا الضوء على الشركة الفائزة بالاستفتاء (الصبَّاح للانتاج الفني) بشخص المنتج صادق أنور الصبّاح بعيدًا عن الممالقة، بوجود أعمال مشتركة له لم تقتصر على اللبناني-السوري بل تجاوزتها إلى المصري، وربما يكون الآتي أكثر تنوُّعًا… فهكذا أعمال وبعيدًا عن اللعبة الفنية، دون إغفال أهميتها، هي خطوة على طريق التقارب بين مواطني هذه البلدان التي يجمعها الكثير الكثير. وما إذارة الحساسيات بين التفرقة بين سوري ولبناني في الدراما، سوى أداة سطحية، للفصل ونزع عنصر القوة في هذا الإنتاج المشترك، والناجح. في وقتٍ يتم التركيز فيه وبكل أسف على ما يُفرِّق لا ما يجمع، من هنا جاء مطلع كلمة المنتج الصباح على الشكل التالي:
هي الحكاية نبدأها برسم طريق جديد في الدراما العربية، لن نخشى الدخول للمناطق الخطرة، والحديث عن المجتمعات المغلقة، سترتفع ضدَّنا الأفواه المعارضة لكننا لن نقبل أن يكون إنتاجنا في كل عام أقل هيبة من العام الذي سبقه. ويشير الصبّاح، بشكل غير مباشر، لكنه واضح، أن الآتي سيكون أهمّ وأكثر أهمّية. وأن الدراما الآتية، ستكون منافسة وبقوّة على الشاشات. لقد أمسكنا خيوط النجاح الأساسية، ومنها سنستدلّ على الهدف الكبير.